20 سبتمبر 2023
نص خبر _ بي بي سي
خرجت مئات الشركات من روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، لكن شركات أخرى تشير إلى المخاوف المتعلقة بالإيرادات كأسباب للبقاء.
فعندما سقطت الضربات الجوية الأولى على أوكرانيا في فبراير 2022، اضطر المديرون التنفيذيون للشركات التي لها عمليات أو ممتلكات في روسيا إلى اختيار أحد الطرفين. وكان لهذا القرار آثار كبيرة، فروسيا تعد سوقًا تجاريًا رئيسيًا، حيث يبلغ عدد سكانها 145 مليون نسمة؛ ويبلغ ناتجها المحلي الإجمالي لعام 2022 رقماً مذهلاً قدره 2.24 تريليون دولار (1.81 تريليون جنيه إسترليني)، والشركات الهاربة ستترك الكثير من الإيرادات في روسيا اذا رحلت.
ولكن في خضم حرب مرهقة، مع عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين والإدانة الدولية واسعة النطاق لروسيا، خاطرت الشركات بإلحاق أضرار جسيمة بسمعتها من خلال البقاء في مكانها. بالإضافة إلى ذلك، فإن مزيجًا من الضغوط الدولية والعقوبات ومخاطر تدخل الحكومة الروسية قد قدم أسبابًا قوية للشركات لمغادرة البلاد عندما بدأ الصراع.
يقول رومان سيدورتسوف، الأستاذ المشارك في سياسة الطاقة في جامعة ميشيغان التكنولوجية بالولايات المتحدة، الذي مارس قانون الشركات وقام بالتدريس في روسيا: “قرر البعض البقاء، والبعض الآخر قرر الرحيل بسرعة كبيرة”.
إحدى أكبر الشركات التي انسحبت على الفور كانت شركة بريتيش بتروليوم، التي خرجت بعد ثلاثة أيام فقط من بدء الصراع. وبحلول الأول من مارس، أعلنت شركة BMW أيضًا أنها ستوقف الإنتاج والواردات الروسية. وبعد الإعلان لأول مرة عن خطة لمغادرة روسيا في مارس/آذار 2022، باعت شركة “هاينكن” أعمالها الروسية إلى شركة التعبئة والتغليف الروسية “أرنست” مقابل يورو واحد في أغسطس الماضي، مما تكبد خسارة قدرها 300 مليون يورو (319 مليون دولار؛ 257 مليون جنيه إسترليني) في القسم.
هذا و يختلف الخبراء حول عدد الشركات التي غادرت روسيا. ويقدر معهد كييف للاقتصاد، الذي يتتبع حالة الشركات الأجنبية التي تبيع أو تعمل في روسيا من خلال مشروع “اترك روسيا”، أن حوالي 300 شركة غادرت البلاد.
يدين منتقدو الشركات التي بقيت في روسيا، بما في ذلك مؤسس معهد القيادة التنفيذية في جامعة ييل جيفري سونينفيلد، هذه الشركات باعتبارها جشعة، أو حتى متواطئة في الغزو الروسي. لكن وقف العمليات في بلد له مثل هذه الآثار التجارية الكبرى ليس بالأمر السهل. تبقى بعض الشركات بسبب عدم وجود ضغوط عليها للمغادرة، أو بسبب تهديد وجودي. ويعتقد آخرون أن البقاء هو الخيار الأكثر إنسانية لعملائهم.
لماذا البقاء؟
تختار الشركات مواصلة عملياتها في روسيا لمختلف الأسباب، على الرغم من الضغوط العامة الهائلة من المستهلكين والحكومات.
أبسطها هو الملاءة المالية، أي أن زيادة الإيرادات والحفاظ على حصتها في السوق أمر بالغ الأهمية لأي شركة، وخاصة تلك التي تعتمد على المستهلكين الروس.
يقدم أندرياس راش، أستاذ إدارة الأعمال في المجتمع في مركز الاستدامة التابع لكلية كوبنهاغن لإدارة الأعمال، مثال شركة الشوكولاتة الألمانية “ريتر سبورت”، والتي تعهدت بوقف الاستثمار والإعلان في روسيا، لكنها لا تزال تبيع منتجاتها في البلاد. ويقول: “إنهم يحصلون على 7% من إجمالي إيراداتهم من روسيا لذلك لن يغادروا السوق ببساطة”.
يقول سيدورتسوف إن الشركات الأخرى لا تخشى العمل في روسيا، خاصة إذا كانت هذه الشركات صغيرة أو غير معروفة علناً، أو إذا كانت المصالح التجارية كبيرة جداً.