2 أكتوبر 2023
د. مرح عماد جربوع
زيادة الوزن، التعب المزمن، الإمساك، الكسل، والميل الدائم للنوم، حس برودة حتى في الأيام الدافئة، اضطراب موعد الطمث عند النساء، تأخر النمو وقصر القامة عند الأطفال، كل هذه الأعراض مجتمعة أو متفرقة قد يكون اشارة مهمة على قصور الغدة الدرقية.
قصور الغدة الدرقية يعني نقص في افراز الهرمون الدرقي T4 أو T3 ولهذا الهرمون تأثير مهم على جميع وظائف الجسم تقريبا وأي خلل في افرازه سيؤدي لأعراض مزعجة للمريض عاجلاً أم آجلاً.
ويكون قصور الدرق بدئي، أي قصور على حساب الغدة الدرقية بحد ذاتها وهو الأشيع، ويعود لعدة أسباب أهمها عوز اليود، أو التهاب الدرق المناعي الذاتي المزمن (داء هاشيموتو)، أو يكون بسبب بعض الأدوية مثل (الليثيوم_اليود _ميثمازول _ الأميودارون). وقد يكون قصور ثانوي أو مركزي ونادراً ما يصادفنا في الحياة العملية يكون بسبب خلل في إفراز الهرمون المحرض للدرق TSH
ويكون الاضطراب على مستوى الوطاء أو الغدة النخامية في الدماغ تتراوح الموجودات السريرية في قصور الدرق من قصور لا عرضي ويكشف مصادفة بإجراء اختبار وظيفة الدرق إلى حالات شديدة كالوذمة المخاطية وهي تراكم عديدات السكرايد في الجسم وبالتالي وذمة لمفاوية وهي حالة إسعافية مهددة للحياة ترافقها كل أو معظم أعراض ومضاعفات قصور الدرق.
من الجدير بالذكر أن اضطرابات الطمث كتقارب أو تباعد الطموث أو حتى غزارة الطمث في القصور الدرقي قد تؤدي لمشاكل في الخصوبة عند النساء وبالتالي مشاكل في الإنجاب واذا حدث الحمل والقصور غير مشخص ومعالج قد يؤدي للاجهاض أو حدوث ولادة مبكرة تحمل خطر خسارة الجنين أو اضطراب بتطور الجنين وتأخر عقلي لديه بعد الولادة.
وعند الرجال 64% من المصابين بقصور الدرق يعانون من مشاكل جنسية ومشاكل في الخصوبة بالاضافة إلى أن القصور قد يسبب اضطراب في شحوم الدم وارتفاع توتر شرياني وضعف بوظائف الرئة وفقر دم وبالتالي تعب وزلة تنفسية على أقل جهد وبسبب بطء الاستقلاب تتأثر أيضاً وظيفة الجهاز الهضمي والكبد والجلد يصبح جافاً وشاحباً والشعر يصبح تالفاً ويتساقط بغزارة وحتى الجهاز الهيكلي يتأثر بضعف عام وآلام عضلية معممة قد تصاحبها تشنجات مزعجة ورغم كثرة الأعراض والعلامات المتعلقة بقصور الدرق ولكن لحسن الحظ أن علاج القصور بعد وضع التشخيص الصحيح متوفر وفعال ورخيص نسبياً ومعظم هذه الأعراض يزول بمجرد تعويض الهرمون الدرقي Thyroxin بجرعات يحددها الطبيب وفقا لكل حالة وشدتها وحسب وزن كل مريض.