29 سبتمبر 2023
“نص خبر”- رصد
عاد رائد الفضاء التابع لـ”ناسا”، فرانك روبيو، إلى الأرض بعدما حطم الأرقام القياسية، ليشعر بجاذبية الكوكب لأول مرة منذ أكثر من عام، بحسب موقع “سي أن أن”.
هبط روبيو وزميلاه الروسيان، سيرجي بروكوبيف وديمتري بيتلين، بالمظلة في كازاخستتان على متن الطائرة الروسية “Soyuz MS-23” عند الساعة 5:17 مساءً، أي الساعة 7:17 في التوقيت المحلي أمس الأربعاء.
وكان وصول الطاقم بمثابة نهاية لرحلة طويلة وغير متوقعة بالنسبة لروبيو، والذي كان من المفترض أن يقضي ستة أشهر فقط على متن محطة الفضاء الدولية. وبدلاً من ذلك، بقي نحو 371 يوماً في الفضاء بعدما اكتشف أن هناك تسرباً في سائل التبريد أثناء الرسو في الموقع المداري.
وسجلت إقامة روبيو رقماً قياسياً جديداً لأطول فترة قضاها رائد أميركي على الإطلاق في الجاذبية الصغرى. كما أصبح أول أميركي يسجل سنة تقويمية كاملة في المدار.
وكانت مهمته التي حطمت الأرقام القياسية بمثابة أول الإنجازات لروبيو. وتعد هذه الرحلة الأولى إلى الفضاء بعد اختياره ضمن فريق رواد الفضاء التابع لوكالة “ناسا” عام 2017، ومن ضمن مهمته، أصبح أول رائد فضاء من أصل سلفادوري يسافر إلى المدار الأرضي المنخفض.
وأجرى موقع “سي أن أن” مقابلة حديثة مع الرائد الذي صرح أنه لو علم أن إقامته في المحطة الفضائية ستكون ضعف المدة المخطط لها منذ البداية، لربما رفض المهمة قبل أن يبدأ بالتدريب.
وأضاف “هذا فقط بسبب الأمور العائلية التي حدثت العام الماضي، لو كنت على علم بأنني سأفوت تلك اللحظات المهمة، كان يجب علي قول شكراً، ولكن لا شكر”.
ومن المتوقع الآن أن يبدأ روبيو الذي لديه أربعة أطفال، رحلة العودة إلى المنزل من موقع هبوط المركبة الفضائية سويوز بالقرب من مدينة جيزكاجان في كازاخستان. ولكنه سيتجه أولاً إلى كاراجاندا التي تقع على بعد حوالي 530 كيلومتراً، شمال شرق جيزكازجان، قبل سفره إلى هيوستن.
وبحسب موقع وكالة “ناسا”، سافر روبيو وزملاؤه مسافة 253.3 كيلومتراً وأكملوا 5963 دورة حول الأرض.
وقد حطم روبيو الرقم القياسي السابق لأطول إقامة في الفضاء لرائد فضاء أميركي لمدة 355 يوماً، والذي سجله مارك فاندي هاي من وكالة “ناسا” في سنة 2022.
وكان يحمل رائد الفضاء الروسي الراحل فاليري بولياكوف، والذي قضى 437 يوماً متواصلاً في المدار على متن محطة مير الفضائية الروسية بين كانون الثاني 1994 وآذار 1995، الرقم القياسي العالمي الأطول فترة إقامة في الفضاء.
التعاون الأميركي – الروسي في مجال الفضاء
سافر روبيو إلى المحطة الفضائية على متن مركبة فضائية روسية كجزء من اتفاقية مشاركة الرحلات بين وكالة “ناسا” ووكالة الفضاء الروسية روسكوزموس، والتي تم التوصل إليها في صيف عام 2022، وسط الحرب الروسية – الأوكرانية.
ويعد ترتيب تبادل المقاعد بمثابة محاولة لمواصلة السياسات الطويلة المدى التي سعت إلى ضمان الوصول إلى المحطة الفضائية لكل من الولايات المتحدة وروسيا.
انطلق روبيو وبروكوبييف وبيتيلين على متن مركبة “Soyuz MS-22” في 21 أيلول 2022، ووصلوا بسلام إلى محطة الفضاء الدولية بعد ثلاث ساعات، تاركين سويوز ملتحمة بالجزء الخارجي من المحطة الفضائية.
زيادة المخاطر الناجمة عن الحطام الفضائي
بعد أقل من ثلاثة أشهر من مهمة طاقمها، بدأت المركبة “Soyuz MS-22” في تسريب سائل التبريد.
وقد توصلت التحقيقات التي أجرتها “روسكوزموس”، والتي عرضتها وكالة “ناسا” في ما بعد، إلى أن المركبة الفضائية من المحتمل أن تصطدم بجسم صغير في المدار، وقد تم تحديده على أنه نيزك صغير أو قطعة من الحطام المداري.
وتم اعتبار المركبة الفضائية “Soyuz MS-22” غير صالحة لإعادة رواد الفضاء، وعملت “روسكوزموس” بسرعة على إطلاق مركبة بديلة وهي “Soyuz MS-23” وذلك في شهر شباط.
وحينها لم يتمكن روبيو وزملاؤه من العودة إلى بيوتهم بعد، فقد قرر المسؤولون تمديد إقامتهم، فيما تستعد “روسكوزموس” لإطلاق كبسولة أخرى من “سويوز” لكي يحل مكانهم طاقم جديد.