محققون أوروبيون في بيروت وسياسيون مذعورون من اعترافات وزير سابق

الجمعة 28 أبريل 2022
قبل أيام من جلسة تحقيق مقرّرة في باريس للنظر في اتهام حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا في اتهامات بغسيل الأموال، استجوب محققون أوروبيون في بيروت، أمس الخميس، مساعدة الحاكم ماريان حويك، في إطار تحقيقاتهم حول شبهات اختلاس وغسل مئات الملايين من الدولارات من الأموال العامة على مدى أكثر من عقد.
ويجري التحقيق مع حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، إلى جانب شقيقه رجا في لبنان وخمس دول أوروبية على الأقل للاشتباه بأنهما أخذا أكثر من 300 مليون دولار من البنك المركزي عن طريق تحصيل عمولات كرسوم من مشتري سندات ثم تحويل الأموال إلى شركة فوري أسوشيتس التي يملكها رجا.
وكان من المقرر أن يتم استجواب ماريان الحويك (42 عاما) مساعدة الحاكم منذ فترة طويلة كمشتبه بها، وفقا لجدول زمني للمحققين الأوروبيين اطلعت عليه رويترز.|
وقد تمّ استجواب الحويك على مرحلتين بين أمس الخميس واليوم الجمعة، في حضور فريق الوفد الأوروبي ورئيسة هيئة القضايا في وزارة العدل القاضية هيلانة اسكندر وغادرت قصر العدل.
وتقول وثيقة محكمة فرنسية، أطلعت عليها رويترز، إن ما يصل إلى خمسة ملايين يورو من البنك المركزي ذهبت في النهاية إلى الحويك عبر حسابات في سويسرا ولوكسمبورغ.
وورد ذكر الحويك أيضا في طلب سويسري عام 2021 للحصول على مساعدة قانونية من السلطات اللبنانية إذ زعمت السلطات السويسرية أنها استفادت من أموال تم تحويلها من البنك المركزي مما أضر بالدولة اللبنانية.
شقيق الحاكم تخلّف عن جلسة التحقيق
واستجوب محققون أوروبيون حاكم مصرف لبنان في بيروت على مدى يومين في مارس، وسألوا عن علاقة البنك المركزي بفوري، وأصول حاكم المصرف في الخارج، ومصدر ثروته والتحويلات التي قام بها إلى شركائه وأقاربه. وعادوا، يوم الاثنين، لإجراء مزيد من التحقيقات.
وكان من المقرر أن يستجوبوا شقيقه رجا في إطار التحقيق يومي الثلاثاء والأربعاء، لكنه لم يحضر وقدم محاميه عذرا طبيا لمدة أسبوع.
وتقول الوثائق إن ممثلي الإدعاء يشتبهون في أن رياض سلامة استخدم وثائق مصرفية مزورة باسم رجا للتستر على مصادر الثروة غير المشروعة.
ومن المقرر أن يستجوب المحققون الأوروبيون الجلسات الثلاثاء المقبل، وهي مخصصة لعدد من الشخصيات، أبرزهم وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل، ورجا سلامة شقيق رياض سلامة ومسؤولين سابقين في البنك المركزي ومدراء مصارف لبنانية.
هل سيحضر سلامة إلى باريس؟
تسلّمت النيابة العامة التمييزية في بيروت، استنابة فرنسية جديدة، تطلب فيها من السلطات اللبنانية، وضع الوزير السابق مروان خير الدين تحت الرقابة المشددة، ومنعه من التواصل مع كلّ من رياض سلامة، ورجا سلامة، وندي سلامة (نجل رياض سلامة) وماريان الحويك، ومروان الخوري، ونبيل عون، وأنطوان سلامة.
وفي وقت تتجه الأنظار إلى جلسة التحقيق التي تعقدها القاضية الفرنسية أود بوريزي في 16 مايو المقبل في باريس، مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في الملفّ المستقل لديها، أكدت مصادر أنّ لا معلومات عمّا إذا كان سلامة سيستجيب ويمثل أمام القضاء الفرنسي أم لا.
كما لم يتبلغ الجانب اللبناني بعد ما إذا كانت بوريزي بصدد إعادة استجواب الوزير السابق مروان خير الدين في باريس منتصف الشهر المقبل، علماً أنّ النائب العام التمييزي سيطلب رسمياً من السلطات القضائية الفرنسية، تزويده بنسخة عن التحقيقات التي أجريت مع خير الدين قبل أيام، خصوصاً بعدما أبدت بوريزي استعدادها للتعاون مع لبنان وتقديم كل التعاون المطلوب.
السياسييون خائفون من العقوبات
وبالتزامن مع التحقيق الأوروبي، انشغل القضاء اللبناني بالتحقق من طبيعة المعلومات التي قدمها الوزير السابق مروان خيرالدين للقاضية بوروسي، ً بعد انتشار معلومات داخل قصرالعدل في بيروت، ومفادها “أن خيرالدين أبلغ بوروسي الطرق التي استعملتها شخصيات سياسية بارزة، لتهريب أموالها خارج لبنان بعد الأزمة الاقتصادية، ومن بينها تفاصيل عن عملية تحويل قام بها رئيس حزب، ورئيس حركة عبر بعض المصارف” بحسب وسائل إعلام محلية.
وقد تردّد أن سياسيين يشعرون بالخوف من تسريب قيمة التحويلات التي قاموا بها إلى الخارج، ما سيؤدي إلى إدانتهم أمام القضاء الأوروبي.

قد يعجبك ايضا