محمد البندر، شاعر وإعلامي لبناني، وناشط في المجال الثقافي عربياً، له حضوره الواسع والفعال في المشهدين اللبناني والعربي، التقته نص خبر لسؤاله عن روايته الأخيرة “رئيس الصدفة”، ولماذا انتقل كشاعرٍ من الشعر إلى الرواية، فأجاب: “لم أنتقل من الشعر الى الرواية ولكن تجربتي الروائية فيها روح شعرية وهو نتاج أدبي إلى جانب الشعر، وهما حاضران في أسلوبي الأدبي معاً”.
عمّ تدور روايتك عموماً؟ يقول البندر: “الرواية هي في الأدب السياسي الساخر تلخّص المجتمع الدولي برمته بحكوماته وشعوبه بأسلوب طريف على لسان الحيوانات، فأبطال هذه الرواية هم حيوانات في مناصب رئاسية ووزارية تدور أحداثها في قلب الغابة يحكمها السبع سلطان الذي يغتال وتنتهي بتسلم الحمار جحشون مقاليد الحكم والسلطة”.
عن تلك الرواية، كتب الراحل محمد علي شمس الدين، شاعر لبنان والعرب الكبير، ومن أواخر ما كتب: “في هذه الرواية يضع محمد البندر مخيلته كشاعر في خدمة محمد البندر الروائي. ويضع عالم الحيوان في حقل سياسي وإنساني يمتد على امتداد حوادث قريبة وبعيدة من الولايات المتحدة الاميركية وتدمير برجي التجارة العالمي في نيويورك العام 2001 الى الاسلامو فوبيا وغزو أفغانستان و العراق 2003 فتحركات الربيع العربي في تونس وليبيا ومصر وسوريا ويستعمل مقولة لغوستاف لوبون حول ” سيكولوجية الجماهير” ولا ينسى الثورة الإسلامية في إيران العام 1979 والحرب العراقية الإيرانية التي تلت ذلك. لقد حملتني رواية البندر الممتعة هذه إلى عوالم كثيرة منها “مسخ كافكا” حيث يتحول الإنسان إلى صرصار.. ومن ثم استيقظت في رواية جورج أورويل ” مزرعة الحيوان”.وقد جاء فيها : “لقد اختلط علينا الأمر ولم نعد نميز بين أوجه الخنازير وأوجه الرجال” وحملتني أيضا إلى كتاب ” كليلة ودمنة “… وقصيدة أحمد شوقي المعروفة” لليث ملك البراري..” وآخرها :
” رأي الرعية فيكم / من رأيكم في الحمار “
ساضيف أخيرا مقطعا من قصيدة صلاح عبد الصبور :
هذا زمن الحق الضائع / لا يعرف فيه مقتول من قاتله ومتى قتله/ ورؤوس الناس على جثث الحيوانات / ورؤوس الحيوانات على جثث الناس / فتحسس رأسك / فتحسس رأسك.
فلا بد أن تتحسس رأسك بعد قراءة هذه الرواية”.