نص خبر ـ متابعة
في موسم سيظل محفوراً في ذاكرة جماهير ليفربول وكرة القدم الإنكليزية، كتب النجم المصري **محمد صلاح** فصلاً جديداً من فصول المجد، بعدما عادل الرقم القياسي التاريخي لأكثر اللاعبين مساهمة في الأهداف خلال موسم واحد في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، بواقع **47 مساهمة** (29 هدفاً و18 تمريرة حاسمة).
رقم من عصر آخر… في زمن أصعب
الرقم الذي بلغه صلاح كان قد سُجّل قبل أكثر من ربع قرن من أسطورتين إنكليزيتين؛ **أندي كول** في موسم 1993-1994 مع نيوكاسل، و**آلان شيرر** في موسم 1994-1995 مع بلاكبيرن، إذ حقق كل منهما 47 مساهمة أيضاً، إلا أن كلاهما استفاد من نظام الدوري حينها، الذي كان يتكوّن من **42 مرحلة**.
في المقابل، جاء إنجاز صلاح خلال **38 مباراة** فقط، خاضها جميعاً دون غياب، في نسخة مضغوطة وتنافسية من بريميرليغ، ما يجعل إنجازه أكثر ندرة وأشد وقعاً.
كسر الرقم “الحديث” قبل الأوان
ما يجعل موسم صلاح مذهلاً إلى هذا الحد، أنه كسر الرقم القياسي لأفضل موسم هجومي في نسخة من **38 مرحلة** بعد مرور 32 مباراة فقط، يومها، صنع هدفاً لزميله **لويس دياز** أمام **وست هام** ليصل إلى **45 مساهمة**، متجاوزاً رقمي **تييري هنري** (44 مساهمة في موسم 2001-2002) و**إرلينغ هالاند** (44 في موسم 2022-2023).
ورغم انخفاض معدل التسجيل في آخر الأسابيع، حيث اكتفى بهدف واحد في المباريات الخمس التالية، إلا أن هدفه أمام **كريستال بالاس** في الجولة الختامية، كان كافياً لمعادلة الرقم الإجمالي التاريخي.
صلاح يتوّج موسم المجد بالجوائز الفردية
ولم تقتصر هيمنة محمد صلاح على تحطيم الأرقام فقط، بل تُوّج بجائزتي بريميرليغ الأهم على الصعيد الفردي، إذ نال **الحذاء الذهبي** كأفضل هداف برصيد **29 هدفاً**، كما حصد **جائزة صانع الألعاب** بعد صناعته **18 هدفاً**، متفوقاً على جميع لاعبي الدوري في هذا الجانب أيضاً.
هيمنة مطلقة في لغة الأرقام
صلاح تصدر معظم المؤشرات الهجومية في بريميرليغ هذا الموسم، فكان أكثر لاعب سدد على المرمى (**130 تسديدة**)، وأكثر من سدد من داخل منطقة الجزاء (**119 تسديدة**)، وأكثر من سنحت له فرص محققة للتسجيل (**46 فرصة**).
وعلى مستوى الصناعة، كان أيضاً الأكثر خلقاً للفرص من اللعب المفتوح (**86 فرصة**)، والأكثر صناعةً للفرص الكبيرة لزملائه (**27 تمريرة مفتاحية**). ولم يكن الحظ دائماً إلى جانبه، إذ اصطدمت تسديداته بالقائم أو العارضة **6 مرات**، وهو الرقم الأعلى هذا الموسم بالتساوي مع **كول بالمر**، **نيكولاس جاكسون**، و**محمد قدوس**.
رقم أوروبي نادر
أداء صلاح لم يلفت الأنظار محلياً فقط، بل دخل به كتب الأرقام القياسية الأوروبية، بعدما أصبح أول لاعب في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى يسجل ويصنع في أكثر من **10 مباريات** خلال موسم واحد، منذ أن فعلها **ليونيل ميسي** مع برشلونة في موسم 2014-2015.
من ينافس هذا المجد؟
عندما ننظر إلى قائمة أكثر اللاعبين مساهمة في الأهداف خلال موسم واحد في تاريخ الدوري الإنجليزي لكرة القدم، نجد محمد صلاح يتصدّرها إلى جانب **آلان شيرر** و**أندي كول** بـ**47 مساهمة** لكل منهم.
ويليهم **تييري هنري** و**إرلينغ هالاند** بـ**44**، ثم **لويس سواريز** بـ**43**، قبل أن يظهر اسم صلاح مجدداً بموسمه الأول الأسطوري مع ليفربول في 2017-2018، حيث قدّم **42 مساهمة**، متفوقاً حينها على نجوم كبار مثل **روبن فان بيرسي**، **ديدييه دروغبا**، و**هنري** نفسه.
صلاح لم يقل كلمته الأخيرة
بعمر **32 عاماً**، وبعد توقيعه على عقد جديد يربطه بليفربول لعامين إضافيين، يبدو أن محمد صلاح لم يقل كلمته الأخيرة بعد، فما حققه هذا الموسم يعيد تعريف ما يمكن للاعب جناح أن يقدمه في كرة القدم الحديثة، ويؤكد أن “الملك المصري” لا ينافس أحداً سوى نفسه.