مسلسل “إش إِش” أثار حفيظة النقاد وفاز بحب الجمهور

“نص خبر” -كمال طنوس

“إش إش” المسلسل الذي أثار الجدل بين رافض ومطبل. فما يجتمع عليه النقاد قد لا يجد صدى عند المشاهد. وإش إش” حقق هدفاً في مرمى النجاح. فكان متعة فيه جرعة إضافية من الكوميديا وكان دراما فيه حياة راقصات أكلن من الغبن ما هو كفاية. وتمثيل قدمه محترفون فكان لهم السطوة في الأداء.

أسباب خلف هذا النجاح

رجب حلم النساء 

نجاح مسلسل “إش إش ” قد لا يشبه أي نجاح درامي أخر. فمن الفحم يستخرج الماس. ومن عبث الدهر نتعلم العبرة. وبين تاجر المخدرات والقاتل والراقصة حكاية حب جعلت منه بطلاً وحلماً لدى النساء والفتيات. فهو الذي بدا كساحر يقدم الغالي من أجل حبيبته يعاملها كأميرة ويسخى عليها كحاتم طي زمانه يغفر لها ذنوباً لا تغتفر وينظر إليها بعين العشق والذوبان ولو طلبت لبن العصفور أحضره ولو لمحت أن يخلع جلده لمزقه. كل هذا خلق هالة غريبة حول بطل سيء بتاريخه متجلٍ في حبه. فصار رجب حلم النساء الذي لم يوجد مثيله في الحياة.

 قالوا القصة قديمة.. وكل قصص الحياة قديمة

يقال عن العمل قصة قديمة ومكررة. وهل الأجيال الجديدة تعرف القديم ورأته. وكم مرة كرر الفن أغاني الحب والبعد وكم مرة الفن حكى عن الظلم والخير ولم تتضجر البشرية من هذا الطرح. في الفن المهم ان تُقدم الحالة بطريقة تلامس الجميع وتخلق أجواءً مشوقة. وقد فعلها هذا المسلسل الذي خلق حوله جلبة. فكان متعة في احداثه ولامس بشخصياته القلوب. وجاء خفيفاً مرحاً ذكياً بنصه ،مضحكاً ومؤلماً في آن.  وشطارته أن خلق الدمعة لتجاور الابتسامة وهذه خاصية قلما نجدها في الدراما التي تولد إما سواداً قاتماً  حد اليأس او تذوب في مشاهد السخف والتفاهة عندما يكون الامر مضحكاً.

أبطال مميزون

مي عمر وجه قمري وأداء قريب من القلب

مي عمر “إش إِش” الجميلة التي تبدو ساحرة الطلة بوجه لم يمسه سوى شمس النهار وعتمة الليل. نضرة قريبة خالية من تصنع التجميل السائد. وجه عذب جذاب استطاعت أن تكون البطلة الخفيفة الروح، القوية حيث يجب، والبريئة في أغلب الأحيان. مي عمر قدمت دورها كما يجب مضافاً عليه سحر شخصيتها. وما كان دورها يتطلب أكثر مما رأينا.

انتصار ممثلة ممتلئة

انتصار “إخلاص كابوريا” الممثلة المخضرمة التي ترفع أي مشهد حيثما وجدت. وتدخل المشاهد في حالتها. بسيطة طيبة وأم متفانية وطينة بشرية راقية ونظيفة. فليس كل راقصة تمشي شمال بحسب قول المصريين فالراقصة قد تكون أنبل من  الناس بالرغم من احتكاكها بين أهل الليل المصابين بالتلوث. وانتصار جسدت هذا الدور بأريحية الممثلة المتجلية.

ماجد المصري قيصر العمل 

ماجد المصري” رجب” قدم دوره بحنكة. مكروه وغاصب حقوق الاخرين. وعندما سقط في العشق بات رجل الحلم الذي غسل كل ذنوبه بهذا الحب. فاستطاع أن يكون قيصر العمل. الرجل الذي يحتل كل شيء ويقود المعارك ويقتل ولا يقف أمامه أحد وعندما يصل الأمر إلى حب “بورشيا”  زوجته يصبح ضعيفاً. انه الممثل الكريزماتك.

مسلسل “إش إش” دراما ذكية بنّصها الخفيف ذات العمق البعيد عن الهذلية الموجع في مفاصله الدرامية. قصة حياة قادها المخرج محمد سامي بكاميرا عفوية شيقة. عمل كان يعرض قبل المغيب ليكون جرعة خفيفة قريبة من القلب. واستحق مكانته الناجحة سوى أعجب النقاد أو لم يعجبهم.

 

قد يعجبك ايضا