“نص خبر”- كمال طنوس
تقدم Netflix دراما تركية جديدة من بطولة النجم خالد أرغنتش وفوندا إيرجيت، مليئة بالإثارة والمفاهيم الجديدة حول الحب. يعالج هذا العمل الاحداث الدرامية بطريقة جديدة وغريبة من خلال مستشفى الحب. 
خالد أرغنتش بدور معقد ومركب
جيم “خالد أرغنتش” رجل معقد عاش طفولة صعبة بين وزنه الزائد الذي جعل منه سخرية للأخرين وعدم اللقاء بحبيبة مخلصة تساند عواطفه وبين أم كان شاهداً على خيانتها لوالده في طفولته. مما حمّله أصداء الماضي التي لا تفارق رأسه. وجعلت منه شخصاً خالٍ من العواطف يناهض الحب ويعيد كل شيء إلى مفهوم العقل والمبادئ العائلية بغض النظر عن أي شيء اخر.
الطبيب يحتاج طبيباً
جيم طبيب يعالج الناس التي تعيش أزمات الحب في مستشفاه فيستقبل العشاق المصدومين والمنهارين والذين تعرضوا للخيانة ويحاول دوماً أن يثبت في عالجه أن الحب مجرد عملية جسمانية بحتة. لهذا يعالج المريض من خلال فحص مستوى الدوبين وفحوصات الدماغ. مستشفى الحب ليست بالضبط مكانا للطب التقليدي (لأنه كيف يمكن للمرء أن يعالج بالضبط جنون الحب؟) كما أنها ليست ملاذا للصحة العقلية (عيادة أو منشأة للطب النفسي). إنها منظمة علمية زائفة تستخدم أدوات تشخيصية مختلفة (تخطيط القلب ، ومسح الدماغ ، وفحص الدم ، وما شابه ذلك) للتأكد من مستويات الأوكسيتوسين والدوبامين لدى الفرد. وهناك غرفة خاصة للغضب للتخفيف من الاحباطات. ودوما الحب مرتبط عند جيم بالعملية الجنسية التي تخلق تلك المشاكل. فالطبيب هنا مريض نفسي بامتياز ويحتاج طبيباً.
الصراع على قوة الحب ومفهومه
في المقابل في هذا المشفى هناك الطبيبة هازال “فوندا اريجيت” التي تخالف جيم في أفكاره وتشخصيه وتعتبر بأن الحب هو العلاج لكل أزمة وليس التخلص من الحب هو العلاج. ويبدأ الصراع في معالجة كل حالة مريضة نتيجة الحب بين جيم وهازال. إنها تعتقد أن الحب ليس مرضا بل علاجا للجميع وأنه أنقى شيء ينفجر من القلب. وتكون هذه الحالة هي القصة التي يتابعها المشاهد من خلال الخيانة والكذب والادعاء في العلاقات الزوجية أو علاقات الحب.
هدف جيم هو إعادة الربط للعلاقة بأسلوب عقلي ودوماً يكن العداء للمرأة ،بينما هازال التي تؤمن بقوة الحب تتبع أسلوب المنطق والعاطفة الصادقة ومحاولة لمّ الشمل بين العشاق في حال كان الحب صادقاً.
العمل غريب وغير منطقي فلسفي معقد
العمل غريب من نوعه ومعالجة موضوع الحب بطريقة غريبة وجديدة يجعلنا في حالة من الغربة عما نشاهد:
البطل جيم “خالد ارغنتش “شخص غريب الأطوار شخصيته متعبة فهو دوماً في حالة خوف ويعاني من امراض نفسية عديدة كالخوف والقرف والنظافة الزائدة وعدم ثقته بالأخرين. واهمها عدم حبه لوالدته. يقدم دوراً مخيفاً مضطرباً فهذا الخوف ينتقل بعدواه نحو المشاهد سواء بحالته غير المفهومة أو عصبيته أو برودته وتوتره.
من جهة أخرى هزال تبدو الشخصية المريحة أكثر والمنطقية أكثر بالرغم من انها لها عقدها النفسية من خلال اضطراب علاقتها بوالدها. وهنا سنشهد الصراع بين البطلين احدهما يؤمن بالحب كعلاج واخر يؤمن بضرورة التخلص من الحب للشفاء من الوجع.
أكثر ما هو متعب في العمل تلك الحوارات الفلسفية والطبية العميقة والتي تسرد بطريقة سريعة ومتوترة لأن جيم هو دوماً الشخصية الثقيلة التي تبوح بأمور متعبة وغير مدركة أو قريبة من الفهم والتي تتمسك وتعبر عن هذا المفهوم العجائبي للأمور.
عمل ليس للتسلية بل للتفكير
هذا العمل ليس للتسلية وليس برسم كل الاعمار. علاجه العميق يجعل المشاهدة متعبة وغير سلسة، توتر الشخصيات، أسلوب الطرح بطريقة فلسفية ومقولات طبية تجعل العمل متعباً ولا يروق للجميع. انه شيء من الافتراض وشيء من الأفكار المعقدة والشخصيات غير السوية التي تريد أن تفرض عقدها على الاخرين. عمل له ناسه ومتابعيه. عمل شديد الغور ولا يترك للمشاهد ان يأخذ طرفاً في أي ومقولة وأي شخصية.
يتميز العمل بتقديم 8 حلقات مستقلة، كل منها تسلط الضوء على قصة مختلفة تتعامل مع مشاعر الحب من زوايا متنوعة، ما يجعل كل حلقة رحلة مدهشة مليئة بالمفاجآت والشخصيات الجديدة. يجمع بينها شخصية الأبطال الرئيسية جيم وهازال بكل ما لديهم من مشاكل واضطرابات.
العمل من إخراج أمور تورغاي وكتابة باشار باشاران، اللذين نجحا في نقل أفكار الحب المعقدة إلى الشاشة. المسلسل يضم مجموعة من النجوم المميزين، مثل رضا كوجا أوغلو وزرين نيصانجي وسيلكوك بوراك، ويعد بتجربة فنية بصرية وسردية مميزة.
View this post on Instagram