“نص خبر”- كمال طنوس
شاهماران المسلسل التركي الذي يعرض على منصة “نتفلكس” من جزئين ، العمل المتعب للمشاهد، فهناك الخليط بين السياق الطبيعي وذاك الخرافي، دون أي تفسير.
البداية تبدو سمجة مع الاحداث المطاطة لشخصيات تبدو طبيعية لكن المخرج يريد أن يخلق نوع من الإثارة عبر تطويل المشاهد واستعمال الموسيقى المنفرة. وخلق هالة غير مقروءة للشخصيات عبر تصويرها في تفاصيل بديهية لكن يراد منها أن تبدو مثيرة ولا تبدو.
خليط غير موفق في الزمن
هذا المسلسل الدرامي الخيالي أتى في جزئين من إخراج عمر توراغاي وتأليف بينار بولوت. يقوم ببطولته سيريناي ساريكايا وبوراك دينيز في الأدوار الرئيسية.
بعيداً عن الحبكة الخرافية هناك مشاهد غير منطقية وتبدو خارج المنطق وقد اسقطت اسقاطاً فقط من أجل خلق نوع من البوهيمية المخيفة. مثلا العمل يحكي عن الوقت الحاضر حيث هناك هواتف ذكية وتكنولوجيا وبنفس الوقت المناظر وطريقة العيش تبدو متخلفة وكأنها لدهور سالفة.
الفندق لا يوجد فيه حمام، منطقة أضنة حيث صور العمل لا يوجد فيها مكان للاستحمام فعلى البطلة ان تذهب إلى النهر لتستحم. الأسواق تبدو عتيقة ومعفرة علماً هي طازجة ولا تنم عن الحقيقة. كان من الأجدى أن يكون هناك سياق تاريخي منطقي. فلا يتم جلب الماضي إلى الحاضر وخلطه ضمن أزمنة تبدو غير منطقية.
الهبوط الدرامي
خلط الخرافة بالواقع جاء ضعيفاً ومصطنعاً. البطلة ساشو التي تعاني من رؤى لا تستطيع تفسيرها ، رؤى مماثلة لما كانت لدى والدتها. يراد من هذه الرؤى أن خلق جو من الهيبة والخوف. اما شخصية الجد الصامت والمتذمر الذي يبدو رقيقاً مع الجميع إلى مع حفيدته ساشو يبدو مربكاً. بكلمة أخرى هناك حشر للأثارة حشراً وليست ضمن سياق سلس.
أما الأفاعي التي ترافق العمل منذ بدايته دون فهم لطبيعة هذه الأفاعي وكيف تحشر ليتبين بع عدة حلقات أن هناك من يعبد مخلوق اسطوري نصفه امرأة ونصفه ثعبان بانتظار اكتمال النبوءة. مما يجعل العمل مشتتاً وغير مضبوط الإيقاع والسياق.
الملخص
تذهب شاسو، وهي محاضرة في علم النفس من اسطنبول ، إلى أضنة للعمل وتقرر مواجهة جدها ، الذي تخلى عن والدتها منذ سنوات عديدة. أثناء وجودها هناك ، تنخرط في مجتمع يعبد Şahmaran ، مخلوق أسطوري نصف امرأة ونصف ثعبان ، ينتظرون اكتمال نبوءة تاريخية. تتغير حياتها عندما تلتقي برجل غامض يدعى ماران. وتبأ الاحداث بشكل شائك ومطول مع شيء من الصوفية والروحانية الضعيفة.
الملل القاتل
هذا العمل لا يبدو رائعاً بالرغم من فريق العمل لاسيما الابطال قاموا بواجبهم على أكمل وجه. السيناريو بطيء وممل بشكل قاتل فجاء العمل الدرامي بخس وضعيف.
هذا العمل فيه الكثير من الشغور ولا يصلح ليكون أكثر من فيلم وليس مسلسلاً من جزئين. علماً فريق التمثيل رائع ومقنع ووهناك شيء من الثقافة التركية مثل الاحتفالات بالموسيقى أو الرقص.إنه مليء بالصور والمناظر الطبيعية الجميلة طوال الوقت. لكن هذا لوحده لا يصنع عملاً فنياً.
بعد مشاهدة عدة حلقات من Shahmara لا بد أن تقول هناك وقت ضائع كيف صرفته على عمل يزيد الملل مملاً حتى البعد الصوفي والتجلي ليس بتلك الجرعة المحمسة والمهمة.