من أنتِ؟

11 أكتوبر 2023

رولاعبدالله-بيروت

من أنتِ؟
وما الأنثى فيكِ؟
أفتنة ليلٍ، أم حوّاء تصدح في عري المكان، تغمز في صوان الروح العالق في تمثال الألف عام. أيتها الشقية التي أغيم في عينيك ظلالاً، وعلى الجسد العاجيّ أمسّد كفي، وعلى ثنيات الحرف أنزلق إصبعاً يلهث خلف الإصبع. يعدّ الخطوات على صمت قديم. يشدّ على الشوق ويناجي: أين أنت يا ضجيج الروح تنفثين الحياة فوق الخد الجامد، فوق الجيوب الصفر، فوق ذلك الشكل الخابت لامرأةٍ أنجبت من الريح دزينة نهايات معقوفة بفواصل، فوق مواعيد مختومة بالأسرار والرموز والألغاز، فوق صمت يدور حولك مثلما أدور وأشتهي مطراً بلا إزميل يطرق قارعة الأمس بكثير من الصدى.

وهذا السكون المختلج بالذكريات، هل تسمحين أن أدخل في ظلّه؟ أن أنتشل وجهك من النشيد البارد، أن أكمل نصف ابتسامة إلى قمر مدوّر، أن أغمرك طويلاً كالانسجام، كالبرق، كالانصهار بك إلى حدود الحركة، أو لنقل إلى حدود أن نسهر معاً في الطريق المقفر الملغوم بالصخور وبالخطايا، تماماً مثل أي غريبين تجمعهما دهشة اللقاء الأول، رعشة اليد والصوت والسؤال: لمَ تقفين حذرة فوق أصابع قدميك؟ لمَ تركضين بي إلى حقولك والجيوب الفواحة برائحة الأرض؟ لمَ تلاعبين الريح فوق صدرك المشقوق بالغوى ثم إنك تعدلين؟ لمَ أسمع ضحكاتك رنات من نور وبالكاد تبسمين؟ لمَ تشرقين في عينيّ وتغيبين في غموض الفجر؟ لمَ أنت في كل مكان هنا، هناك، في أمسي، في حاضري، في غدي، أنت يا شكلاً صامتاً، باسماً، حذراً، شامخاً، عذباً.

 

قد يعجبك ايضا