1 أوغست 2023
هناء فتحي – كاتبة وصحفية مصرية
سبعة أيام منذ موت -أو مقتل- الطباخ الخاص للرئيس الأميركي السابق “أوباما” غرقًا في بحيرة ضيعة العنب المملوكة لأوباما والصحف والتليفزيونات الأميركية ووسائل التواصل الالكترونية جميعها لا تكف عن نشر الخبر كل لحظة مرفقةً بصُور للسيد “تافاري كامبل” ذي ال 44 عامًا ، و راحت تسرد و توغل في تفاصيل موته.
وحدها صحيفة (يو إس إي توداي ) و معها المغردون على الفيس و تويتر قد خاضوا كثيرا في نظرية المؤامرة مصدقين ومؤكدين أن “كامبل ” قد استدرج الى حتفه اما يملك من معلومات خطيرة ! عمن ؟ معلومات عن “أوباما” ؟ ربما ، وربما معلومات عن “ترامب ” المتهم بالقضايا والإتهامات القديمة والجديدة لمنعه من الترشح . هُناك متهمان في القضية : أوباما الديمقراطي و ترامب الجمهوري ، و لكل حزب مجموعة من الإدانات للرئيسين بينما المعمل الجنائي و شرطة ولاية ماساتشوستس لم يذكرا شيئًا و لم يُلمّحا للقتل بل أرجعا الحادثة للغرق.
كان “كامبل” يعمل في وظيفة طاهي بالبيت الأبيض منذ ولايتي “أوباما” الإثنتين ، وعند خروج الرئيس من الحكم كان أن عرض عليه عام 2017 أن يترك عمله في البيت الأبيض و الإنتقال للعمل كطاهي في بيته ، و قد كان منذ إعلان الوفاة و الصحف لا تكف عن نشر صور عديدة للطاهي مع مطبخ أسرة أوباما و صور أخرى مع بوش الإبن. كان ” كامبل” ساعة موته يمارس رياضة التجديف في جزيرة Martha’s Vineyard بجوار حقل العنب و المنتجع اللذين يملكهما أوباما بولاية ماساتشوستس، و قد كان موجودًا بالبيت وقت الوفاة كل من “ميشيل “و “أوباما ” فقط .
لماذا استسهل المغردون الذهاب الى نظرية المؤامرة مباشرة ؟ قالوا لأن الحادثة مكرورة في عهد بيل كلينتون حين مات محاميه “فينس فوستر ” عام 1993منتحرًا في ظروف غامضة ، ثمة طباخ آخر إسمه “والتر شيب ” مات في ظروف غامضة مختلفة وهو يتسلق الجبال في ولاية (نيو ماكسيكو) وكان يعمل طباخًا في البيت الأبيض في عهديّ “بيل كلينتون “و “بوش” إ ناهيك عن حاثة مقتل “سيث ريتش” عام 2016 بالرصاص بجوار بيته في واشنطن و هو الموظف في اللجنة الوطنية الديمقراطية و اتُهِمَ بتسريب معلومات مهمة إلى روسيا و لم تؤكد محكمة واشنطن الإتهام.
ما الذي كان يعرفه “كامبل ” عن ” أوباما ؟ يتساءل حساب يُعرف ب X على تويتر و يتابعه أربعة ملايين مواطن : ما الذي شاهده كامبل في بيت أوباما و ما كان يجب عليه أن يعرفه ؟ يتساءل العديد من أصحاب نظرية المؤامرة على وسائل التواصل: هل كان ينوي الطاهي عمل كتاب عن أسرار طباخ في عهديّ الرئيس أوباما ؟ و لماذا زجّت صحيفة البو إس إي توداي بإسم “ترامب” كقاتل محتمل للشيف “كامبل” ؟ بينما لم يكن هو طباخ البيت الأبيض في عهد “ترامب ” ؟ قد كان كان طباخ ترامب في فترة ولايته الضابط المتقاعد في الجيش الأميركي” أندر روش” و كان ترامب يتهمه بالتجسس عليه و يمنع دخوله مطبخ البيت الأبيض أو تقديم الطعام للضيوف، و كان ترامب هو من يقدم أصناف المأكولات لضيوفه بدلًا منه ، أو كان يرسل في طلب طعام للضيوف من الشارع ، من محلات البيرجر من المنتشرة في شوارع واشنطن دي سي.
يقول صاحب أكونت ( X ) أن دليل تورط ترامب في القتل جاءت بعد اتهامات جنابية جديدة له في الأسبوع الأخير قبل مقتل الطاهي، الدلائل التي صدرت في مذكرة إدانه جديدة ضده كان وراءها النواب الديمقراطيين ربما سرب بعضها طباخ البيت الأبيض القتيل .