“نص خبر”- كمال طنوس
“يلعن البعد” جديد نجوى كرم، محطة أخرى في علانية الحب والعشق. تسطير لمشاعر الغرام الذي يأبى البعد ويطالب بالوصال الدائم.
تغدق كرم مشاعرها العاطفية للحبيب هذه الأيام. بالأمس “تعا نقعد سوا” مناجاة الحبيبة التي تملك الدوا والشفاء للحبيب. واليوم تأبى الفراق والبعد وتريده جنبها تخنقه حباً وضماً وكسر ضلوع وقطع انفاس.
تدّور وتألف الفنانة ذات الصوت الجبلي الضخم حكايات حبها. ترفع الصوت حناناً وتنادي بأعلى قريحتها للحبيب فالفراق يخنقها بويله والشوق حمل ثقيل لا تقدر على حمله.
انه زمن الهيام واللوعة والوجد في قاموس فنانة تلعب كل أدوار الوصال: أغراءً “تعا نقعد سوا انا عندي الدوا” أو وجداً ” يلعن البُعد .يلعن الجفا.وفراق البيّهِدّ الحيل. عـ بعدك أنا ببقى مش أنا. وبحسّ بخنقة و بويل”.
ويمشي النغم بكل الاتجاهات يسطر عناوين السيدة المتيمة. تغير اللحن أو تغيرت الكلمة السياق واحد في صيف شمس الاغنية اللبنانية. حريق الحب مشتعل ونيران ألسنته تلسع من كعب الوهاد حتى أعلى القمم.
طالما تطل علينا نجوى كرم بكامل أناقتها وفخامتها وهي تصور كليباتها. امرأة مكتملة الصورة حضوراً وزهواً وجمالاً يحتذى به.
تعلن الحب بكلمات وأنغام عامية آتية من روح الشعب والناس البسيطة والفتاة العادية القادرة على البوح الجريء. لكن الصورة تحكي شيئاً أخر.
تفصح عن أمرٍ واحدٍ هو البساطة والتلقائية لسيدة قادرة مقتدرة ذات مكانة وأهمية وسطوة بلباسها ومظهرها والحراس الذين حولها والمسرح المشتعل بأضوائه لكن الاغنية ابسط من ذلك تقولها فنانة لا تقدر على خلع ثوب الهوت كوتور في كليباتها.
كأن نجوى لا تقدر أن تتخلى عن صورة الفنانة المتوجة أناقة ورفاهية وتأتي الينا ولو لمرة واحدة مغسولة الوجه من كل مساحيق الجمال لتكون واحدة من هذه العامة الذين يريدون التقاط صورة معها، أو يكون لها وجهاً من وجوههم، او فستاناً من فساتينهم.
تحضر دوماً بصورة الشخصية المتوجة بالبريق والملوكية لكنها تغني بلسان الناس العاديين.
هي ليست بصورة تلك الفتاة أو الشابة التي تبعث برسالة حب واضحة لمن تحب فهي تصور نفسها دوماً كفنانة في أسلوب حضورها وشكلها ومظهرها لكن أغانيها هي من الناس.
وفي المقابل الحبيب يشبهها شاب وسيم مشذب وأنيق ينظر باعتلاء وفخر وهو يسمع حبيبته تغني بهذا الوله وتناديه نحو منطقة الوصال والحب.
نجوى في معظم كليباتها يصعب أن تكون من عامة الناس بأدائها وصورتها، لا سيما في أخر كليب “تعا نقعد سوا” أو “يلعن البعد” تضع نفسها في المنطقة الفخمة والجو المرمم بالحُسن والجمال لكن أغانيها عامية وكلماتها منتشرة في قاع الناس: “متوعد ضُمَّك ضَمِّة كسّر فيها ضلوعَكْ
اقطع أنفاسك تا بكّيك وشوف دموعك
حتى تتعلم شو يعني منّك تحرمني يي
وتحرّم تبعد عن حضني وتتطوّل برجوعك”
في “يلعن البعد” سيدة المسرح تسربلت باللون النيلي البراق المعدني وحولها الحاشية تآزرها في خطوات الثقة وتدخل على جمهورها كمنتصرة متوعدة وقوية والموسيقى تصدح بالأغنية المكسورة شوقاً ولهفة. والصورة في مكان واجواء الأغنية في مكان أخر.
“يلعن البعد” كلمات قوية في الانكسار لكن نجوى غير مكسورة بل مشحونة بالاعتداد بالنفس. وأن جاءت بعض الجمل اللحنية رقيقة لكن نجوى لا تضعف ولا تبكي تغني الضعف والهزيمة وهي واقفة كوتد والتشوف في اعلى زغاريده.
“يلعن البعد ” كلمات والحان ايفان نصوح وتوزيع هادي شرارة والإخراج لكرم نقولا كرم.