“نسمات أيلول” الكوميديا السورية المسلوقة بالتنمر والخفة

“نص خبر”- كمال طنوس 

“نسمات أيلول” المسلسل الذي أخرج الدراما السورية من جلدها. حيث اللهم يشرب مع ضحكة والفقر يعوض عنه بالمسخرة، والبيئة أو القرية السورية تعيش حاضرها بالكثير من التنمر.

هذا العمل المفترض أنه كوميدي ويستحضر الواقع والحاضر السوري مع ابتسامة وخفة دم. لكن من يتابعه يجد أن الضحك ملعنة والابتسامة مستفزة عندما تأتي من الممثل الذي بظنه يقدم مشهداً كوميدياً فإذا به يقدم يداً قابضة على فراغ. لا الضحك مبرر ولا المشهد كوميدي. جلّ ما في الأمر إن لغة السخرية والتنمر هي السائدة.

ولو بقي العمل بدون هذه المشاهد المضحكة لكن أفضل بحق الدراما وحق الأبطال المخضرمين الذين لا تنقصهم مثل هذه النصوص الضائعة عند حفافي الشفاه المصطنعة والقهقهة البليدة.

رشا شربتجي لم تنسينا ولاد بديعة 

رشا شربتجي المخرجة البطلة صورت العمل بين حارات فقيرة وبسيطة وأتت بالمصطبة والمشاهد الطبيعية لبيئة معوزة  وبيوت ع قد الحال. لكن هذا ليس كل شيء ولا يعوض عن الفراغ والملل للحوارات لا تأخذ ولا تجيب.

من يقدم “ولاد بديعة” بالأمس من الصعب أن نقول هذا العمل يخصه أو يقترب منه. الكوميديا هنا في “نسمات أيلول” حارقة ومشوبة وأحيانا مثلجة ولا تمت للنسيم بصلة. الشخصيات ثخينة وجافة وكلامها مرغ وفارغ والحوارات لولبية تدور في فلك التنغيم والسخرية السخيفة.

الكوميديا المسلوقة بالتنمر 

الكوميديا هي من أذكى أنواع الكتابات وأصعبها تمثيلاً لأنها تحتاج فطنة مضاعفة في جعل المشهد الجدي يبدو هزلي فتختلط الدمعة مع ابتسامة الشفاه بلغز محير. والممثل عليه أن يكون ملهماً وخفيفاً كالريش وصامداً كجذر لا يهتز. وهذا العمل لا شيء فيه سوى الاهتزاز المدوخ المضجر.

ضحكات وأسلوب نورس “ملهم بشر” لا شيء فيها سوى الازعاج. وشخصية نادين تحسين بك الأفضل بين الجميع مضاف إلى صفها إبراهيم الشيخ بدور منهل حيث ابتكر شخصية خاصة ممكن أن تمر بسلاسة.

التفاهة والسخرية لا تجعل العمل كوميدياً

المشكلة في النص الذي أراد أن يصور الواقع بشيء من الهضمنة والخفة والروح المرحة فجاء ثقيلاً التفاهة تأكله لحماً وعظماً.

عنما أرادت الدراما السورية أن تخرج من مرارتها وقسوتها والظلم الذي يئن في مجتمعها جاءت بنص واهٍ قليل الحيلة ممل .الضحكة فيه مصطنعة كمجنون يسامر ظله أو حالم يضحك في منامه. باختصار فتشت عن الكوميديا لم أجد سوى تنمر شخصيات قليلة الأدب بالمفهوم الاجتماعي والادبي. صمتها أبلغ وحركاتها بلهاء. فمن عنده إرث مثل غوار طوشي. وجميل وهناء ودنيا لأمل عرفة يجد مثل هذا العمل يقع على القارعة.

قد يعجبك ايضا