نصرالله: قرار “طوفان الأقصى” فلسطيني بالكامل وكل الاحتمالات على جبهة لبنان مفتوحة

3 نوفمبر 2023

“نص خبر”-بيروت

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال الاحتفال التكريمي الذي ينظمه “حزب الله” للشهداء في الضاحية الجنوبية في بيروت، أن قرار “طوفان الأقصى” فلسطيني بامتياز، وهي معركة ممتدة في أكثر من ساحة وجبهة، متوجها الى عوائل الشهداء بالتبريك لنيل أعزائهم وأحبائهم هذا الوسام الالهي.

وقال: “هذه المعركة لا غبار عليها على كل المستويات وهي من أوضح وأبين مصاديق القتال في سبيل الله. والتحية كل التحية للشعب الاسطوري والذي لا نظير له في هذا العالم لأهل غزة. قوتنا الحقيقية ،قبل السلاح، تكمن في هذا الايمان والبصيرة والوعي والالتزام العميق بالقضية والاستعداد العظيم للتضحية والصبر الذي لا حدود له والذي يعبر عنه عوائل الشهداء. لو أردنا أن نبحث عن معركة كاملة الشرعية من الناحية الانسانية والأخلاقية والدينية لن نجد معركة كمعركة القتال مع هؤلاء الصهاينة المحتلين لفلسطين.

وتابع: “قرابة العشرين عامًا هناك أكثر من مليوني انسان يعيشون في غزة في ظروف معيشية صعبة دون أن يحرك أحد ساكنًا”. وكان لابد من حدث  يهز العالم ويعيد طرح قضية فلسطين المحتلة وشعبها المحاصر ومقدساتها المهددة كقضية أولى”.

قرار فلسطيني

وأشار : “قرار عملية طوفان الأقصى فلسطيني والتنفيذ كذلك وقد أخفى أصحاب العملية القرار عن الجميع ضمناً فصائل ودول محور المقاومة والإخفاء لم يزعجنا ولن يكون له أي تأثير سلبي على أي قرار يتخذه فريق في محور المقاومة”، لافتا: “السرية المطلقة ضمنت نجاح العملية الباهر من خلال عامل المفاجأة المذهلة”.

وأكد نصر الله: “نخصّ بالشكر والتحية السواعد العراقية واليمنية التي دخلت إلى قلب هذه المعركة المباركة”.

القدس

وأوضح أن “القدس ومسجد الأقصى تعرضا للكثير من التجاوزات غير المسبوقة”، مبينا أن “الملفات الضاغطة بقوة على الفلسطينيين هي ملفات الأسرى والقدس والحصار على غزة ومشاريع الاستيطان الجديدة في الضفة”.

ولفت نصر الله الى أن “الحكومة اليمينية في إسرائيل “غبية” و “متوحشة”، وكان لابد من حدث كبير يهز الكيان الصهيوني وداعميه. حدث بحجم هذه المعركة التي أسّست لمرحلة جديدة في الصراع مع العدو ومرحلة جديدة لجهة مصير المنطقة”.

الكيان قتل مستوطنيه

وكشف نصرالله أن العالم سيكتشف “أن أغلب من يقولون أنهم مدنيون قتلتهم حماس إنما قتلوا بسلاج الجيش الاسرائيلي. لقد كان واضحًا من الساعات الأولى لمعركة طوفان الأقصى مدى ضياع العدو “.

وقال: “لم يستطع الإسرائيليون حتى الآن في أي وقت من استعادة أسراهم بدون صفقات تبادل أسرى. وما يجري في غزة يكشف غباء الإسرائيلي وحماقته وعجزه. وبعد شهر من المعركة، لم يسجل الاسرائيلي أي انتصار عسكري، وإنما اتقان في ارتكاب المجازر وقتل النساء والأطفال “.

نساء غزة 

وقال نصرالله: “ما يجري اليوم جرى في السابق في لبنان عام 2006 وفي حروب متكررة في غزة مع فارق كمي ونوعي ولكن من الطبيعة نفسها. اليوم شهداء غزة وأطفالها والنساء يكشفون كل هذه الأقنعة الكاذبة التي ساهمت وسائل اعلام عالمية ودولية للتغطية عن هذا الكيان. والمشاهد الآتية كل يوم وساعة من غزة تقول لهؤلاء الصهاينة مشاهد الرجال والنساء والأطفال الخارجين من تحت الأنقاض الصارخين لنصرة المقاومة بأنك لن تستطيع من خلال القتل والمجازر أن تصل الى أي نتيجة. ولذلك قرار المقاومة العراقية كان صائبا وحكيما”.

وعلق: “أميركا هي التي تمنع إدانة إسرائيل في مجلس الأمن وتمنع وقف إطلاق النار ويجب محاسبتها على جرائمها”.

هدفان

وطالب نصرالله: “الهدف الأول المطلوب يتمثل بوقف الحرب على غزة. أما الهدف الثاني، فانتصار غزة كونه مصلحة وطنية مصرية وأردنية وسورية ولبنانية، سواء في البعد الأمني والسياسي والشعبي والديموغرافي. ولذلك على الدول العربية والاسلامية قطع العلاقات مع إسرائيل وسحب السفراء”.

وأضاف: “ما يجري اليوم في غزة ليس حربا كبقية الحروب السابقة بل هي معركة فاصلة وما بعدها ليس كما قبلها وعلى الجميع أن يتحمل المسؤولية”.

“أخطاء حكومة العدو”

وأكد أن “من أهم أخطاء حكومة العدو طرح أهداف عالية لا يمكنها تحقيقها مثل القضاء على حماس”، موضحاً أن “العدو أعلن سابقا في عام 2006 أن هدفه هو القضاء على حزب الله وهو ما لم يتحقق”.
واعتبر نصرالله، أن “ما يجري في غزة يكشف غباء وحمق وعجز الإسرائيلي”، قائلاً: “لا حرمة لشي لا لدم ولا لمؤسسة في غزة والاحتلال يدمر أحياء بكاملها على مرأى من العالم”.
وأوضح أن “شهراً بكامله لم يستطع جيش العدو أن يقدم إنجازا واحدا في غزة”، معتبرا أن “جيش العدو لا يتقن سوى التردد والخوف والضعف وارتكاب المجازر طوال 75 عاماً. العدو لم يستطع من خلال القتل والمجازر في غزة أن يصل إلى نتيجة”.
وقال: “كل الذي يجري في غزة يكشف من جديد الطبيعة المتوحشة لهذا الكيان الغاصب”، متابعاً: “نقول للعدو إن نهاية المعركة ستكون انتصار غزة”.
وفي سياق آخر، اعتبر نصرالله أن ” شعوب المنطقة في مصر وسوريا والأردن ولبنان وأولهم الشعب الفلسطيني اكتووا بنار إسرائيل”، موضحاً أن “شهداء غزة يكشفون ويسقطون كل الأقنعة الكاذبة في خداع شعوبنا لدفعها نحو التطبيع”.

أميركا  المسؤولة

وقال: “30 يوماً تسحق غزة أمام المجتمع الدولي ودول العالم من دون أن يحرك أحد ساكناً”، مضيفاً: “يجب أن نعرف أن أميركا هي المسؤولة بالكامل عمَّا يجري بغزة وإسرائيل مجرد أداة تنفيذية”.
وأضاف: “يجب أن تحاسب أميركا عن جرائمها ومجازرها بحق الشعوب”، قائلاً: “الولايات المتحدة هي المسؤول الأول عما يجري في غزة وهي التي تمنع وقف العدوان”.
وأشار نصرالله، إلى أن “القواعد الأميركية في العراق وسوريا تتعرض لهجمات المقاومة وهذا قرار حكيم وشجاع”، مضيفاً: “واجب كل حر وشريف في العالم أن يبين هذه الحقائق في معركة الرأي العام”.
واعتبر أن “الرأي العام العالمي بدأ ينقلب على الطغاة”، معتبرا أن “الدفاع اليوم عن شعب غزة هو مقتضى إنسانية الإنسان”.
قطع العلاقات
إلى ذلك، أكد أن “العدو يتوعد لبنان وشعبه بينما هو يغرق في رمال غزة”، لافتاً إلى أن “الدول والحكومات العربية والإسلامية يجب أن تبذل جهدها لوقف العدوان على غزة”.
وطالب نصرالله، “الدول والحكومات العربية والإسلامية قطع العلاقات ووقف النفط والغاز والغذاء لإسرائيل”، مضيفاً: “يجب ألا نيأس من المطالبة بالقيام بالمسؤولية تجاه ما يحدث في غزة”.

 

دخلنا المعركة منذ الثامن من أكتوبر

وعلى الصعيد اللبناني، قال نصرالله: “نحن دخلنا المعركة منذ الثامن من تشرين الأول (أكتوبر)”، مضيفاً: ” لو نظرنا إلى ما يجري على الحدود بموضوعية سنجده مهماً وكبيراً جداً”.

واعتبر أن “ما يجري على جبهتنا اللبنانية غير مسبوق في تاريخ الكيان الإسرائيلي”، معلناً أنه “لن يتم الاكتفاء بما يجري على الحدود الإسرائيلية على كل حال”.
وتابع نصرالله: “ما يجري على جبهتنا اللبنانية لم يحصل حتى في حرب تموز”، مؤكداً أن “عملياتنا على الحدود تستهدف آليات وجنود وتجهيزات العدو”.
ولفت إلى أن “المقاومة الإسلامية في لبنان تخوض معركة منذ تشرين الأول وهي مختلفة عن المعارك السابقة”، مفيداً بأن “ما يقارب 57 شهيداً بمن فيهم سرايا الكتائب إضافة إلى شهداء القسام وسرايا القدس”.

 

الجبهة اللبنانية جذبت ثلث جيش الكيان الإسرائيلي

وأكد نصرالله، أن “العمليات التي بدأت وتصاعدت أجبرت العدو على أن يبقي قواته عند الحدود وحشد المزيد منها”، معلناً أن “الجبهة اللبنانية خففت جزءاً كبيراً من القوات التي كانت ستسخر للهجوم على غزة”.
وكشف أن “الجبهة اللبنانية استطاعت أن تجذب ثلث الجيش الإسرائيلي إلى الحدود مع لبنان”، مضيفاً: ” جزء مهم من قوات الاحتلال هي قوات نخبة وقوات نظامية كان يمكن أن تتوجه إلى غزة”، مؤكداً أن “الجبهة اللبنانية أجبرت عشرات الآلاف من سكان المستعمرات الحدودية على النزوح”.
وأضاف: “تم إخلاء 43 مستوطنة في شمال فلسطين المحتلة بسبب عملياتنا”، موضحاً أن “العمليات على الحدود أوجدت حالة من القلق والترقب والخوف لدى قيادة العدو وحتى لدى واشنطن”.
وقال نصرالله: “هناك قلق من أن تتدحرج هذه الجبهة إلى حرب شاملة والعدو يحسب لذلك كل حساب”، لافتاً إلى أن ” عملياتنا تجعل العدو يحسب خطواته إزاء لبنان وهو يضبط إيقاعه خشية تدهور الأمور”.
وأكد أن “عملياتنا اليومية على الحدود تجعل العدو مرتدعاً”، موضحاً أن “عملياتنا تقول للعدو إنه سيرتكب أكبر حماقة في تاريخ وجوده إذا اعتدى على لبنان”.
ولفت نصرالله، إلى أن “هذه المشاهد في غزة ستجعلنا أكثر إيمانا بوجوب الصمود والتحدي وعدم الاستسلام”، مشدداً على أن “حكومة العدو احتاجت منذ اليوم الأول للمعركة إلى البحرين المتوسط والأحمر للدعم العسكري”.
وأشار الى أن “عملياتنا وتضحيات شعبنا تعبير عن تضامننا مع غزة لتخفيف الضغط عن أهلها”، متابعاً: “قيل لنا منذ اليوم لعملية طوفان الأقصى إن الأساطيل الأميركية ستقصفنا وجاءت من أجلنا”.
وأوضح نصرالله، أن “جبهتنا هي جبهة تضامن مع غزة وتتطور وتتحرك تبعاً للتطورات هناك”، مؤكداً أن “سلوك العدو إزاء لبنان هو محدد لتحركاتنا وهذا سيعيدنا إلى قاعدة المدني مقابل المدني”.

 

كل الاحتمالات مفتوحة

وأعلن أن “كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة”، لافتاً إلى أن “كل الخيارات مطروحة ويمكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات”.
وأضاف نصرالله: “يجب أن نكون جميعا جاهزين لكل الاحتمالات والخيارات”، كاشفاً أنه ” وصلتنا رسائل بأن أميركا ستقصف إيران إذا واصلنا عملياتنا في الجنوب”.
ولفت إلى أن “هذه التهديدات لن تخيفنا ونقول لكم إن أساطيلكم التي تهددونا بها نحن مستعدون لها”، وتوجه للأميركيين بالقول إنَّ “من هزموكم في بداية الثمانينيات لا يزالون على قيد الحياة”.
كما توجه نصرالله لهم بالقول: “إنكم تستطيعون أن توقفوا العدوان على غزة لأنه عدوانكم”، مشيراً إلى أن “من يريد منع توسع الجبهات في المنطقة فعليه وقف العدوان على القطاع”، مشيرا الى أن “معركتنا لم تصل لمرحلة الانتصار بالضربة القاضية لكننا ننتصر بالنقاط”.
وأكد نصرالله، أن “المعركة هي معركة الصمود والصبر والتحمل وتراكم الإنجازات ومنع العدو من تحقيق أهدافه”، مضيفاً: “يجب أن نعمل كي تنتصر غزة وتنتصر المقاومة في غزة”.
وختم كلمته، قائلاً: “لأهلنا في غزة والضفة ولكل الشعوب المظلومة إن تحمل الصبر ستكون نتيجته النصر”، معلناً “أننا سنحتفل قريباً بنصر غزة وشعب غزة”.
قد يعجبك ايضا