نصوص مفتوحة؟ أم تلويث للشِّعر؟

أحمد الفراتي – كاتب من سوريا

منذ أن انتشرت المنتديات الالكترونية بداية الألفية برز الأدب الرقمي؛ نص تصاحبه رؤية بصرية حركية أو صامتة يُحتفل به عبر التفاعل من قبل جمهور لا بأس به، الآن صار الجمهور لا يُستهان به، مع هذا التغيّر الشكلي حدث تغيّر في المضمون، لا التزام بالقواعد، حتى القواعد الرخوة لقصيدة النثر، نص مفتوح فيه سردية القصّة، و كثافة لا بأس بها و لو على مستوى حجم النص، وومضات تتخلّل النص، قد يقول متفائل : يا إلهي، هكذا يقترب الشكل الأدبي الجديد من الكمال، يردّ المتشائم: أريد أن أشمّ رائحة قصيدة، لا قصّة!

متفائلة أخرى: الحرّية شيء متكامل من حقّ المرأة في اختيار الشريك إلى النصّ الأدبي المفتوح الحرّ شكلاً و مضموناً.

هنا يطفو سؤال على سطح هذا الطوفان الهائل من الكتابة الجديدة، سؤال ملحّ؛ لماذا يُلصِق كتّاب و كاتبات النصوص الجديدة كلمة شِعر بنصوصهم؟ بكتاباتهم التي لا تنتمي للشعر حقيقةً؟

قد يجيب أحدهم أو إحداهنّ تقول: لا تعريف للشعر.

هذه إجابة فضفاضة لم تعد تنتمي للتباينات الكبيرة بين النصوص السيئة غالباً و بالتالي لم تعد تحمل صفة الشعر، و بين النصوص القليلة الجيّدة، و التي للسخرية تحمل قواعد الوزن أو قصيدة النثر العظيمة.

هل للتعليم السيّء دور في تفشّي السيّء من الشِّعر؟

غالباً نعم، و إلّا ما معنى هذا التغريب؟ أشكال لا تُحصى من الأدب غير العربي، تفوح منه رائحة القصيدة المترجمة، القصّة المترجمة، هل للإعلام دور في ذلك؟ العمليّة كلّ متكامل؛ كلّ ما يتعرّض له الأطفال منذ بداية الألفية في وسائل الإعلام بكلّ أنواعها يقودهم للأدب المترجم.

هل من أمل في قصيدة تعوم و تحافظ على روح الشعر؟

نعم، هناك أصوات شابّة، ربّما لا تطبع، ربّما لا تنشر، ربّما تكتفي بصفحاتها الشخصيّة، هذه الأصوات لا تنقطع عن كتابة القصيدة الجيّدة.

 

قد يعجبك ايضا