14 يونيو 2023
علي اسماعيل – كاتب سوري
الآن في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين ، صار أحادي الجنس أمراً ناتئاً مع دفع العديد من الدول إلى المثلية والاحتفال بها خاصة في شهرها الجاري الذي يسمى “شهر الفخر”، يجب عليك بكل ما تتمتع به من عصرية و حداثة أن لا تقترب أبداً من “مثليي الجنس ” وتقول أنها خيار جنسي، لا بد من الدفاع عنه، و الارتقاء به، للحصول على مجتمع متماسك وبناء.
سابقاً، وعبر أزمان عديدة، كانت أمراض الجنس المثلية مرضا لها علاج يتم بالوسائل الطبية من جراحة و عمليات تحول و جلسات علاج نفسي ، أما و قد أصبح خيارا مصدرا من الولايات المتحدة و الغرب ، فقد ألغي العلاج، و استبدلوه بالدعم السخي والمنظم ، نصبوا لهم علما موحدا، و وظفوا لهم جمعيات و منظمات و وسائل إعلام لا تتوقف عن الثرثرة من أجل مناصرة المثليين، وإيقاف العنف ضدهم. و كأن هذا العالم لا يشغله ولا يعوقه إلا ألوان الطيف.
لم يتوقف الأمر هنا بل أصبح غزواً حقيقياً في كل مكان في الأرض، لا تستغرب بعد الآن أن تسمع طفلك يهذي بإعجابه بطفل آخر، كيف لا و قد تسللت المثلية إلى مدارس الأطفال وأفلام الكرتون و ألعاب الفيديو و الرياضة و الملابس و السوشال ميديا، الآن إذا أردت كسب المال ليس عليك إلا تضع إصبعك على زر البث المباشر ازرف دمعتين و قل إنك تعاني من مجتمعك لأنك مثلي لتستيقظ في الصباح على مئات الأيادي الممدودة كي تنتشلك من بؤرة القمع و التنكيل.
لا أريد أن أبدو “هوموفوبيا” أو أبدو عدائياً، لكنني أتساءل مع الناس، معظم الناس، إذ لا نبالغ لو توقعنا سنة 2030 كيف سيصبح أمر التميز بين الجنسين البشرين أمرا شاقا، فالمشكلة أصبحت خللا في التصدير والتعاطي، وقوة الدفع غير الطبيعية التني تمارس على العالم. ولم يعد الأمر ينظر إليه بأنه اضطراب في الهرمونات أو خلل جيني، الكارثة أن روائح المثلية بدأت تصل بسرعة إلى أنوف أطفالنا سواء عبر السينما و التلفاز و netflix أو عن طريق الإعلام، تكاد لا ترى مقابلة ترفيهية تخلو من الترويج للمثلية كما روجوا من قبل للمساكنة، حين تسأل فنان يملك ملايين المعجبين عن رأيه بالمثلية ويكون جوابه خال من الأخلاق و العلم، فإنك تشارك في تثبيت جذور الخطر . وإن كان المجاهر والداعم بالمثلية لديه من الجرأة أن يقول هذا، أوليس من حقي كمواطن كوني السؤال عن سبب هذه الحملة الواسعة جداً والدفاع عن مبادئي وفطرتي؟
من الواجب مساعدة الأشخاص الذين لديهم مشاكل في رغباتهم الجنسية و عدم نبذهم أو تحقيرهم ، لكن هذه المساعدة تكون في تسويتهم لا في تشجيعهم على مخالفة الطبيعة البشرية من وجهة نظري.
هناك أراء مختلفة حول أسباب هذا الدعم الكبير للمثلية خصوصا من قبل الشركات التجارية، منهم من يقول أن القضية اقتصادية لخلق سوق جديد لبيع الملابس الخاصة بالمثليين وتسويق الألعاب الجنسية مما يحقق أرباح هائلة، وآخرون يقولون أن دعم المثليين يعود لأسباب سياسية كبرى لاسيما أن أعدادهم تتفاقم والقضية قد تكبر لدرجة المطالبة بوطن قومي لهم كما كان حال الصهاينة و منهم من يقول أن التشجيع على المثلية يساهم في تحديد النسل فهذه الأرض ضاقت بسكانها .