“نفس” عالق في فوهة النص الرّكيك ..أنقذه فريق التمثيل المخضرم..

نص خبر” -كمال طنوس 

كيفما حلّت دانييلا رحمة لا يمكن إلا أن تقبض على القلب حباً.ممثلة عرفت كيف ترتفع فوق الشواهق وتبرز اسمها كفنانة من الصف الأول.

في “نفس “تطل دانييلا رحمة فتاة عمياء “روح” ترمش بجمال عيونها الخضراء فتوسع الشاشة بالرغم من أنها كفيفة. هذه القصة الرومانسية والثنائية مع معتصم النهار الرجل الفقير الذي يغرم بروح الثرية لكن الضريرة. وتشتعل الحرب بين اهل رافضين وحب يقاوم الطعنات والرفض.لم يكن أفضل عمل لها. 

لا يموت زمن الحب والرومانسية ولا قصصه. لكن المهم كيف ننسج هذا التشويق للحب. مرّت تسع حلقات والحب يدور بين عاشقين على حافة طريق وخلف مقود وعلى حصير فوق عشب وأمام شاطئ البحر. ابتسامات وقُبل وغمرات. والتحدي يتربص بهما كهاربين من عيون الأهل الذين يتربصون بهما. بكلام ممجوج ومكرر دون تلك لمعة ودون شغف.

لم تكن هذه المشاهد وهذه الحوارات كافية ولا تلك القصة حول مسرحية الرقص كافية فنحن لم نرّ دانييلا كراقصة تشهق لها القلوب. ولم تتبدَ بعد هذه المسرحية التي لم نعرف عنها سوى المط والتمديد. وهذا التدوير في المشاهد وتلك الحوارات الركيكة.

مسلسل “نفس ” عالق في فوهة النص الذي يجتر نفسه وفيه الكثير من الملل والمشاهد الاعتيادية والاحداث البطيئة . ولم يكن كافياً حرق المعمل ولا دخول “غيث” السجن أو إبعاده بعد عشر حلقات ليروي ظمأ المشاهد. يبدو “نفس “مقطوع نفسه في النص حيث لا عبارات تنزل في كتاب العشق المميز ولا حوارات ساطعة تسقط في الذهن، فقط أداء الممثلين يحاول إنقاذ الموقف.

الممثلون أنقذوا العمل 

مجموعة ممثلين كبار مكبلين في هذا العمل من القدير أحمد الزين إلى عابد فهد وغبريال يمين. مروراً بكل النجوم الأخرين من السا زغيب ونهلا داوود والكبير جوزيف بونصار ورانيا عيسى وجميع فريق العمل المخضرم. كلهم يقدمون أفضل أداء ولهم سطوة حتى ولو تنحنحوا، لكن العمل يسقط أمام نجوميتهم والحق على النص البطيء والمثقل بأقدام معطوبة  الذي كتبته إيمان السعيد لا يعرف كيف تقفز ولا كيف يحط فوق غيم الابداع والتلون نص منتوف الريش معطوب العصب.

حاول المخرج بعث الروح في “نفس “

حاول المخرج  إيلي السمعان أن ينقذ العمل بكاميرا تطل على الضيع وصاجها وخبزها وعاداتها وطبيعتها الجميلة وبحرها لخلق شيء من الحنين والعمق. علماً قلما نرى ضيعاً تنام على شاطئ البحر فكل شواطئ لبنان مدن كبيرة، لا يهم هذا التفصيل لكن المهم تلك الروح التي ترسلها الكاميرا ونجحت في نقل البصر نحو عيون الأداء وتجسيده لكن الجسد شبه فارغ والهندام الخارجي لا يكفي لتقديم عمل فيه كل هؤلاء الكبار والمخضرمين الذين حاولوا إنقاذ العمل. بانتظار أن تكون التتمة أفضل والحلقات القادمة ثرية.

لم يكن هذا الدور الأهم لدانييلا رحمة 

دانييلا رحمة لم يكن دور” روح ” هو الأهم في مسيرتها مع العلم ربما كان الأصعب.  فبدا دورها كفتاة ضعيفة هي المحور لكن في الحقيقة بحرها هادئ وسماءها ليست عاصفة ودورها فيه نوع من الشلل والتكبيل ليس  لإنها عمياء بل لأن النص لم ينصفها ولم يخرج منها الطاقات المعهودة التي نعرفها.

“نفس” ظلم فريق التمثيل. وعلى ضوء المتابعة بتنا نجزم إن النص أساس ووتد. فإن جاء ضعيفاً يخطف من الممثل قدراته.

قد يعجبك ايضا