نقص الوزن في الأسبوع الأول أمر طبيعي مقارنة مع وزن الولادة
د.اليافي..طبيب المواليد بالحمادي
27 فبراير 2022
ينقص وزن المولود يومياً في أسبوعه الأول..
كان المولود يعامل فيما مضى كالطفل ، ولم ينتبه له حقيقةً وبشكل علمي إلا عام 1961م ، حيث أصبح هذا التاريخ بداية لعلم طب المواليد، وخطا بسرعة عجيبة كسرعة نمو المولود، بل أسرع ، كما يشرح لنا د.محمد شعيب اليافي (طبيب المواليد والخدج بمستشفيات الحمادي بالرياض ) .
ولكن تنبه للأمر بعض الأطباء ، فجعلوا يكتبون ملاحظاتهم حول المولود ، فوجدوا أن الأمر مختلف عن طب الأطفال، وجعلوا يبحثون ويسجلون نتائج ملاحظاتهم بعد أن أحصوا عدداً كبيراً من المواليد، وتعلموا من ذلك الشيء الكثير، وعلموا أن نقص الوزن في الأسبوع الأول أمر طبيعي مقارنة مع وزن الولادة، وذلك للأسباب التاليه: منها أن المولود يبول بعد الولادة ما احتبس في مثانته ، ويتغوط ما تجمع في أمعائه من مفرزات غدد جهاز الهضم، مضافاً لما ابتلعه من سوائل وما فيها كانت حوله ، وهو ما ندعوه العقي ذو اللون الأخضر الداكن الأقرب للسواد.
ويستطرد د.اليافي قائلاً :
ولايخفى تبخر الماء من الجلد خاصة عند المواليد الخدج إلى حين تنضج طبقات الجلد كلها فتنقص كمية الماء المتبخر ، والداخل للجسم لا يعادل ذلك الخارج في أيامه الأولى ، لأنه يأخذ القليل من الغذاء في يومه الأول ليزاد بالتدريج خلال الأيام الأولى ليصل إلى المعدل الطبيعي، بحيث يصبح الداخل أكثر من الخارج فتبدأ عندها زيادة الوزن.
ووضعوا لنقص الوزن قواعد منها ألا يزيد مجمل نقص الوزن عند المولود الكامل النمو (الذي بلغ الشهر التاسع في حمله ) لأكثر من 10%،وألا يزيد نقص الوزن عند الخدج لأكثر من 15%، كما أنه ليس طبيعياً أن ينقص وزن المولود لأكثر من 2.5% من وزنه في خلال 24 ساعة،وفي الأسبوع الثاني عادة تبدأ زيادة الوزن ليصل في نهاية العام الأول إلى ثلاثة أضعاف وزن ولادته،أي مايعادل 10 كغ وهذا يتطلب أن نزن المولود يومياً في شهره الأول لأهمية ذلك خاصة أن المولود قادم لحياة جديدة،ولا نعرف عنه من قبل سوى النذر اليسير ، ذلك من خلال متابعة أمه ، وتصوير الجنين بالأمواج فوق الصوتية،ثم يتابع الوزن كل أسبوع في أشهره الأولى ، وبعدها يكتفي بالوزن شهرياً مرة على الأقل،أما الطول ومحيط الجمجمة فيكفي قياسهما مرة واحدة كل أسبوع ، ليصل الطول إلى 75سم في نهاية عامه الأول ومحيط جمجمته إلى 50سم عند ذلك.
ولا بأس من الأمهات أن تنظر إلى الممرضة أو الطبيب عند مراجعة العيادة لترى كيف يتم الوزن والطول ومحيط الجمجمة ومن ثم تتابع الأمر بنفسها، وتسجل ملاحظاتها على ورقة صغيرة تقدمها للطبيب عند مراجعة العيادة مع تاريخ كل وزن وطوله ليتسنى للطبيب إنزال تلك المعلومات على جداول مخططات النمو أو أن تقوم الأم بنفسها بذلك ، ولتعلم الأم أن قياسات المولود يجب أن تبقى على نفس المنحنى عند المواليد الأصحاء؛ فإن لاحظت شذوذاً عن المنحنى سواء صعوداً أوهبوطاً فإن في الأمر مشكلة وعليها مراجعة الطبيب لمعالجة الأمر في أوله وهو أسهل من التأخير وعادة ما يتعلق الأمر بغدد المولود وعظامه وامتصاص الأمعاء لغذائه وعوامل كثيرة مختلفة ، تتجلَّى كلها على مخططات النمو .