نهاية “المتوحش” انتصار للنص والأبطال..المشاهد بحالة رضا

“نص خبر”- كمال طنوس 

بقيت السنة الأثارة مشتعلة في مسلسل المتوحش حتى المشهد الأخير. هذا العمل الذي انتهى على خاتمة سعيدة.  قدم حلقته الأخيرة بالكثير من التشويق وتغيير الأحداث وبروز العقد ثم حلها على طريقة السحر العجيب بالكثير من التفاؤل.

نسليهان التي أوشكت على الموت خلصها جوفان بحبه وإيمانه بأنه قادر على صنع العجائب تخطى القانون قفز فوق الإقامة الجبرية وهرب بهدف إقامة العملية الجراحية بمساعدة سرحان وعلي يامان كاسراً كل المحظورات.

علي يامان الذي قدم نفسه فدية من أجل ان تعيش أمه وبلع الموت من أجل أن يضحي بأعضائه لوالدته التي احبها أكثر من أي شيء بعد ان تعطلت أعضاءها وباتت بحاجة لزراعة قلب وكلية.

كل الابطال في الحلقة الأخيرة تجندوا في سبيل التضحية لأجل من يحبون. لكن بقي سرحان يلعب عند حدود العاطفة المؤذية وعندما أراد ان يصحح خطأه بالرغم من أنه تغير كثيراً في الجزء الثاني من العمل. دارت الدائرة عليه وقضى بحادث سيارة أدت إلى مقتله وباتت أعضاءه هي الهبة التي ستكون سر الحياة الجديدة لنسليهان.

جسور المشرد دون عائلة رزق بأخت حنونة وثرية وانقلبت حياته على رأساً على عقب.

الأز وأسي عاشوا الحب وبات لديهم تؤام.

شاغلا العابثة العاطفية المتمردة باتت هي الناصح وصوت القلب والحضن الصادق لأم تريد الموت فكانت هي المشجع لها وخلف تغيير الكثير من القرارات.

أكثر ما يميز “المتوحش” هو ذاك السيناريو الوحش وتلك اللغة العاطفية والانسانية والواقعية. شخصيات مختلفة عشنا معها فصول عديدة من المتغيرات والمفاجآت لهناك الشخص العقلاني الرزين كما نسليهان وهناك القوي المضحي كما جوفان. وهناك العنيد الشرس كما علي يامان وهناك الباطني غير المعروف قراره كما ألاز. وهناك المتدين قشوراً والمتدين حقاً.

كل هذه الأنواع من الشخصيات عالجها العمل بالكثير من الحرفية والتشويق والذكاء. كان فيه الكثير من الدموع والاسى والصدق على طول الخط مع فريق تمثيلي بارع جعلهم نجوم ساطعين.

خلف هذا الابداع كان السيناريو بالرغم من سفسطائية بعض الاحداث لكن لا يمكن نكران العمق. هذا العمق الذي يعطي مبررات للكثير من جوانب العمل غير المنطقية. فقد كانت جرعته العاطفية قوية جداً. الكره قوي. والحب قوي. والتضحية قوية وحتى الاستغلال قوي. فجاء العمل استثنائياً ودرامياً بليغاً.

هذه الجرعة الإضافية جعلت منه دراما قوية ومشوقة. وهو ما يضرب به المثل “أفعال درامية” فهذا التطرف في صياغة السيناريو المحترف والعميق مع ممثلين ابطال وإخراج سخي. جعلت منه عمل استثنائي. كل ممثل فيه حفر في ذاكرة المشاهد عل انه نجم مبدع. وربما من أفضل الأدوار التي قدمها فريق التمثيل.

انتهى “المتوحش” ومعه سيفقد المشاهد حلقات انتظرها بفارغ الصبر لما فيها من السرد التي هي عبارة عن نسيج من خطوط الحبكة المعقدة التي تتشابك بسلاسة ، مما يخلق عالما غنيا وغامرا. سواء كانت التقلبات المشوقة أو الدراما الصادقة أو لحظات الإثارة المطلقة.

مع انتهاء هذا العرض الذي لم يكن فقط للتسلية بل إنه يثير مشاعر عميقة. يستكشف الموضوعات العالمية للحب والصداقة والتضحية والمرونة البشرية ، مما يترك للمشاهدين إحساسا عميقا بالاتصال والتأمل.

 

 

 

قد يعجبك ايضا