16 ديسمبر 2023
صحافة العالم – إكي الإيطالية
هل سنشهد ولايات متحدة أوروبية؟ هنالك نداءات كثيرة بهذا الاتجاه، وآخره ما تحدثت عنه الزعيمة السابقة للراديكاليين الايطاليين، إيمّا بونينو، التي قالت إن “الاتحاد الأوروبي كان حتى الآن مغامرة شجاعة، جاءت نتيجة خيارات سياسية بعيدة النظر، ورغبة بالسلام والأمن والرفاهية في قارة دمرتها وأنهكتها حروب قومية وأيديولوجيات خبيثة”.

وقالت بونينو في مقابلة مع صحيفة (لا ستامبا) الجمعة، إنه “مع ذلك، يبدو الاتحاد الأوروبي اليوم محروماً من قوته الدافعة، وغير قادر على ضمان مستقبل الرفاهية والتكامل والتقدم الذي تصوره آباؤه المؤسسون ووعدوا به مواطنيه”.
وأضافت وزيرة الخارجية السابقة، أنه “لا يمكن إنكار أن المرحلة التاريخية التي نمر بها هي من بين أصعب المراحل التي مرت بها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفي مواجهة مفترق الطرق التاريخي هذا وفي منظور الانتخابات الأوروبية المقبلة في عام 2024، أعتقد أن على الاتحاد الأوروبي أن يزود نفسه بالأدوات اللازمة للاستجابة بفعالية لتحديات وأزمات عصرنا، لنصبح اتحادًا أوروبيًا حقيقيًا”.
وطالبت السياسية المخضرمة بـ”مشروع يوفر للاتحاد حكومة مسؤولة عن أفعاله أمام البرلمان، قادر على اتباع سياسة خارجية موحدة، دفاع مشترك، سياسة اقتصادية ومالية اتحادية، نظام رعاية اجتماعية عالمي وسياسات هجرة وبيئية مشتركة حقًا، مصمم للمصلحة الأساسية لمواطني اليوم والغد”، ألا وهو “مشروع الولايات المتحدة الأوروبية”.
وذكرت بونينو أنه “لهذا السبب، من الضروري تقويض آليات صنع القرار مثل حق النقض داخل مجلس الاتحاد الأوروبي، والذي يمنح دولة عضو واحدة إمكانية وضع مصالحها الخاصة فوق المصالح المشتركة ويضعف مؤسسات المجتمع وقدرة الاتحاد الأوروبي. وإذا لم يتم تنفيذ الإصلاحات الآن، فإننا نخشى أنه عندما يصبح عدد أعضاء الاتحاد 35 عضواً، كما هو متوقع، فإن الحلم الأوروبي لن يغدوا سوى مجرد ذكرى”.
وأشارت السياسية إلى أن “أوروبا التي نعرفها ولدت من نواة صغيرة من البلدان المؤسِسة، ونحن نعتقد أنه لا يمكن تحقيق إعادة إطلاقها وتجديدها اليوم إلا من خلال اتفاق جديد بين تلك البلدان التي تنوي تحقيق وثبة أخرى إلى الأمام: وبالتالي أوروبا ذات سرعتين، أو إذا أردنا: أوروبا أولئك الذين يريدون المزيد”.