20 يونيو 2023
“نص خبر”_ بيروت
يستعد لبنان لموسم سياحي حافل، وتشير الأرقام الصادرة عن وزارة السياحة، إلى أن ارتفاع نسبة السياح الأوروبيين هذا الموسم.
إلا أن ارتفاع الأسعار الكبير هذا الصيف، تسبب بقلق لدى العاملين في قطاع السياحة من عزوف بعض السياح خصوصا المصريين منهم والعراقيين عن القدوم إلى لبنان، بعد أن استفادوا خلال السنوات الماضية من الأسعار الرخيصة التي عادت لتحلق اليوم.
ارتفاع أعداد المسافرين
وأكد المدير العام للطيران المدني فادي الحسن، أن “الموسم الصيفي سيكون واعداً جداً، وسنشهد ارتفاعاً بنسبة اعداد المسافرين بحوالي 14 الى 15%، ونتوقع ما لا يقل عن مليون و300 سائح خلال الصيف، وهي نسبة ممتازة بالنسبة للمطارات المحيطة بنا التي ما زالت تعاني من تبعات ما بعد جائحة كورونا”.
وأشار إلى أن “القدرة الاستعابية لمطار بيروت هي 6 ملايين راكب، وستتوزع جنسيات القادمين ما بين مغتربين لبنانيين يأتون لتمضية وقت مع أهلهم، بالاضافة الى موجة سياح أوروبيين نشهدها منذ العام الماضي مع أعداد كبيرة من الأشقاء العراقيين، متمنياً أن يشهد المطار اقبالاً أيضاً من دول الخليج”.
أغلى من أوروبا
تقف ارتفاع أسعار الفنادق أو الشاليهات في لبنان عائقا أمام ازدهار السياحة، إذ أن المقارنة بينها وبين دول الجوار، تميل لصالح الدول المجاورة، إذ على سبيل المثال لا يتعدى سعر الغرفة في شرم الشيخ المصرية أو حتى في أنطاليا بتركيا، 30 دولاراً في الليلة الواحدة وتشمل وجبة الفطور. لكن المفارقة الصادمة، بأن إيجار الشقق المفروشة في العديد من المدن الأوروبية الجاذبة للسياح، أرخص من لبنان.
بحسب موقع Numbeo للأرقام، إيجار الشقة في مدينة ميلانو أقل بنسبة 11 في المائة عن العاصمة بيروت، كذلك الأسعار أقل بنسبة 8.6 في المائة في مدينة نابولي. فيما ينخفض السعر في مدينة لشبونة بنسبة 6.9 في المائة. كما ينخفض السعر بنسبة 24.9 في المائة في مدينة باتومي المطلة على البحر الأسود في جورجيا عن الأسعار المعمول بها في بيروت. واللائحة تطول، عند مقارنة الأسعار بين مدينة باكو في أذربيجان، أو مدينة يريفان في أرمينيا.
تشير هذه العينة من أسعار الشقق المفروشة في الدول السياحية، إلى أن القيمين على القطاع السياحي في لبنان يجهلون أو يتجاهلون واقع القطاع ومبادئ المنافسة والإستقطاب.
ويعترف القيمون على قطاع السياحة، بأن أسعار الشقق المفروشة ارتفعت بشكل لافت، ويعزو ذلك إلى التكلفة المرتفعة التي يسددها مالك العقار، بسبب غياب التيار الكهربائي، واضطراره إلى الإشتراك مع أصحاب المولدات، أو حتى تركيب طاقة شمسية.
9 مليارات
بحسب توقعات وزير السياحة اللبناني وليد نصار، فإن البلد مقبل على صيف واعد، لاستقبال ما لا يقل عن مليوني زائر. وهو ما يعني توقع إيرادات مالية قد تتخطى الـ9 مليارات دولار التي كشف عنها العام الماضي. لكن هذه التوقعات، قد تواجه تحديات عديدة، وقد تقلل حجم الإيرادات المتوقعة عندما يصطدم السياح بالغلاء الفاحش، بعد سنوات عد فيها لبنان من الدول الرخيصة للسياحة، اثر انهيار عملته واستفادة السياح من الفارق في سعر الصرف. أما اليوم فعادت الأسعار إلى ما كانت عليه قبل الأزمة، باستثناء أسعار الفنادق والشقق السكنية التي شهدت ارتفاعا ملحوظا.
وزير السياحة يبدو متفائلا إذ قال في اتصال معه إنه يتوقع ازدياد عدد السياح والوافدين.
ويشير إلى أن وزارة السياحة سجّلت حتى الآن 82 نشاطاً سياحياً في مختلف الأراضي اللبنانية، بدءاً من المهرجانات الدوليّة وصولاً إلى أبسط نشاطٍ سياحي يُقام في القرى والبلدات.