الرياض – نص خبر
توفيت الفنانة السعودية المعتزلة سارة الغامدي عن عمر يناهز 49 عامًا، وفق ما أكده الصحفي السعودي عبدالرحمن الناصر عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، مشيرًا إلى أن الوفاة وقعت يوم الجمعة الماضية. وحتى لحظة كتابة هذا الخبر، لم تصدر أي بيانات رسمية من الجهات الإعلامية أو الفنية في السعودية، مما يترك الكثير من التساؤلات حول تفاصيل وفاتها.
رحيل مفاجئ وصدى حزين على مواقع التواصل
أحدث نبأ وفاة الغامدي صدمة كبيرة بين جمهورها ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبّروا عن حزنهم لرحيلها المفاجئ، وأشادوا بذكراها رغم اختفائها الطويل عن الأضواء. وقد تصدّرت وسوم نعيها محركات البحث، حيث أكد كثيرون أنهم لم ينسوها أبدًا، رغم السنوات التي قضتها بعيدًا عن الساحة الفنية.
من هي سارة الغامدي؟
الاسم الحقيقي للفنانة هو نجاة الغامدي، وُلدت في 25 نوفمبر 1975 بمدينة جدة. بدأت مشوارها الفني عام 1996 بأداء أغنية وطنية بدعم من الملحن الراحل سامي إحسان. التحقت لاحقًا بدراسة علم النفس، لكنها لم تُكمل تعليمها الجامعي، وانتقلت للعيش في حي شعبي بجنوب الرياض.
حياة شخصية شائكة وأزمات متلاحقة
تزوجت سارة من المواطن السعودي مازن محمد عسيري، وأنجبت طفلين هما رعد ومحمد. وعلى الرغم من بداياتها الفنية المبشرة، إلا أن حياتها الشخصية كانت مليئة بالتقلبات، حيث اختفت عن المشهد الفني بعد خروجها من سجن بريمان عام 2008.
الاعتداء في بيروت: حادثة لا تُنسى
في عام 2005، تعرضت الغامدي لاعتداء جسدي في منطقة عين المريسة بالعاصمة اللبنانية بيروت، أثناء وجودها مع زوجها والإعلامي الكويتي بدر الفالح. نُقلت حينها إلى المستشفى وهي تعاني من إصابات بليغة، وتبيّن لاحقًا أن المعتدين كانوا يرتدون زيًا عسكريًا تابعًا لقوات الأمن العام اللبناني. وقد رفعت الغامدي دعوى قضائية بعد الحادثة.
التوقيف في جدة: السجن والتشكيك في الهوية
في بداية عام 2007، أُوقفت سارة الغامدي بتهمة المشاركة في حفلات غير مرخّصة، وقضت حوالي عام ونصف في السجن. أُثيرت خلالها شائعات حول جنسيتها وهويتها القبلية، حيث قيل إنها فلسطينية الأصل وليست سعودية. كما لاحقتها اتهامات بحيازة مواد محظورة، إلا أنها نفت كل ذلك، واعتبرت ما حدث نتيجة حملة تشويه بسبب خلفيتها الفنية. خرجت من السجن عام 2008 بعد عفو لثلث المدة، حيث كانت قد حفظت ستة أجزاء من القرآن الكريم خلال فترة احتجازها، وأنجبت بعدها طفلها الثاني.
مسيرتها الفنية القصيرة
رغم أن تجربتها الفنية كانت قصيرة، إلا أن سارة الغامدي حققت شهرة سريعة في فترة التسعينيات، وقد تعاونت مع شركة روتانا، وحققت بعض الانتشار قبل أن تقرر اعتزال الغناء عام 2009، دون أن تعود للساحة بعد ذلك.
وفاة لا تزال غامضة
حتى الآن، لم يتم الإعلان رسميًا عن سبب وفاة سارة الغامدي، ويظل الغموض يحيط برحيلها كما أحاط بحياتها. بين الصعود الفني، والانكسارات الشخصية، تظل سارة الغامدي واحدة من الأسماء المثيرة للجدل في تاريخ الفن السعودي الحديث، ورحيلها يفتح باب التساؤلات مجددًا حول الدور الذي لعبته الظروف الاجتماعية في اختفاء عدد من الفنانات عن المشهد.