يبكون وطنهم .. ويرحلون!

15 سبتمبر 2023

لارا السيد- بيروت

في مشهد الوداع، دموع وغصة كما “امتعاض” على وطن مزّقه السياسيون، وحوّلوه الى أشلاء بعد أن نحروا شعبه وحاصروه بلقمة عيش يحصلون عليها بـ “طلوع الروح”، فتقف الكلمات في حناجرهم وتتسمّر عيونهم على وجوه يتركوها الى لقاء آخر، علّ الأحوال قد تكون تبدّلت ليجتمع شمل الأحبة على أرض مزّقتها أنانية حكام فحولتها الى “جهنّم” لتتناسب مع مصالحهم.

 

في مطار رفيق الحريري الدولي، شدّ المغتربون اللبنانيون رحالهم ومضوا تاركين خلفهم “حسرة” على لبنان و”جنّته” التي حولّها الحكام الى “جحيم” دفعهم الى الهروب الى خارجها، بحثاً عن ملاذ يقيهم نار خلافات على ما تبقى من دولة دمروها بسياساتهم القائمة على محاصصة وفساد نخر جسدها الذي سقط بقبضة سلاح غير شرعي خطفها مع قرارها، وسلخها عن محيطها العربي.
مضى المغتربون اللبنانيون في رحلة الوداع، بعد اجازة اطمئنان على أهل واقارب “صامدون” في مواجهة ممارسات مسؤولين “غير مسؤولين”، يقاومونها “باللحم الحي”، علّهم ينجحون في الصمود، الى حين أن يتمكنوا من استعادة لبنان من أيدي “اشرار” غربوا اولادهم وقتلوا احلامهم.
في جرعة دعم لهؤلاء، شارك المغتربون أهلهم “معاناتهم” في يوميات متخمة بالأعباء المعيشية لتأمين الدواء والكهرباء كما المأكل والمشرب، وضخوا “بالعملة الصعبة” شريان الحياة في البلاد طيلة فترة وجودهم، فكانوا بمثابة “الأوكسيجين” لقطاعات عدة كالمطاعم والمقاهي والمحال التجارية وغيرها من المؤسسات التي تعتمد على قدومهم، كما على تحويلاتهم، لتستمد استمراريتها في أحلك الأيام.
طوى لبنان برحيل المغتربين “صفحة بيضاء” في “كتاب أسود” من اخراج سلطة لم تتنازل عن نهج الخراب، فغادروا و”عينهم” على وطنهم المكلوم و”قلبهم” مع ذويهم الذين “يتكؤون” على “كتف” راحلين يبكون بلدهم ويغادروها مرغمين بانتظار عودة.. عسى أن تكون قريبة.

قد يعجبك ايضا