يوم جمعة عادي في دمشق

14 يوليو 2023

لما قنطار – كاتبة سورية

من أجمل صباحات الحياة هو الصباح الدمشقي السوري الذي يشعرنا بقليل من الأمان، والملاذ الهادئ للنوم بعد يوم متعب وشاق من كثر المفارقات التي نشاهدها يوميا.

دمشق يوم الجمعة القديمة رائحة الخبز من فرن الحارة صحون الفول الممزوجة برائحة الليمون والزيت الساحلي المتوفر في كل بيوتنا، أصبحت صباحات دمشق السورية ضبابية رمادية لم نكن نعي أو نفكر أننا سوف نصل إلى هذا الحد من المفارقات.

في نفس الحي امرأة خجولة تطلب بصوت هادئ شراء أربعة بيضات لتطعم خمسة أطفال وفي السوبر الماركت المقابل امرأة تجر عربة فيها ما لذ وما طاب ولا تملك عائلة من خمسة أطفال، الأشخاص الذين يقومون الليل في الملاهي لانستطيع رؤيتهم لأنهم لا يشبهون حياتنا لا يتقاطعون مع كينونتنا إلا في شبه الإنسانية التي يعيشون فيها.

لأي سماء نمد يدينا كي يمضي نهار شبه طبيعي لا نحلم به حلما طبيعيا بشكل كامل وإنما يمر علينا مرور الكرام بقليل من الأمان بعيد عن أشباح الليل وملوكه الذين يأخذون قطعا من أحلامنا ومن دلال أطفالنا الطيبين الذين دائما يتساءلون لماذا نحن هنا والعائلة لاتملك جوابا غير: “الله يفرج” ليعود الطفل في سرائره ويسأل الله هل حقيقة ستفرج؟

نقف مشغولين أمام مشاهد ومفارقات في شوارعنا لانفهما لا نستطيع من خلالها تنظيم وترتيب أفكارنا. أشجارنا اغتالها الحزن ياسميننا هرم وهرمنا معه، شعبي الصامد الصامت إلى متى أنا وأنت ننتظر نوما عميقا بدون أحلام بإحساس الأمان في وطن مؤجر ولانستطيع أن نعبر اي شط لنصل إلى بر الأمان.

بات حلمنا ساعة نوم بأمان واستيقاظ على يوم طبيعي يتخللها جرعة تفاؤل وإيمان شكوت وفوضت أمري لقوة إلهية تقلب موازيين حياتنا التي تشبه ربع حياة الطرف المقابل في نفس الحي.

شكراً أيتها الحياة، شكراً أيتها القاسية.

قد يعجبك ايضا