4 آب ذكرى انفجار مرفأ بيروت.. تنذكر وما تنعاد

“نص خبر”_بيروت  

أصبح الرابع من آب يومًأ مشؤومًا سيبقى ذكراه محفورًا في عقول وقلوب اللبنانيين. في هذا اليوم المؤلم، لقيَ 214 شخصًا حتفهم، وأصيب أكثر من 6000 شخص بجروح، كما تحطمت بيوت آلاف الناس وتهدّمت معها أحلامهم وتغيّر مجرى حياتهم. كانت الأضرار والخسائر الناجمة عن هذا الانفجار هائلة لا بل مهولة على مختلف الأوجه، نتجت عن تخزين غير آمن، ولسنوات طويلة، لكميّة هائلة من نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت.

الأهالي

وينتظر أن تبدأ تحركات أهالي الضحايا والناشطين عند الخامسة عصر اليوم الأحد بتظاهرتين: الأولى تنطلق من ساحة الشهداء وسط بيروت، والثانية من مقرّ فوج إطفاء بيروت في محلّة الكرنتينا، وتلتقيان أمام تمثال المغترب في محيط المرفأ، حيث تُلقى كلمات لأهالي الضحايا وأهالي الجرحى والفريق القانوني الذي يستعرض المحطات التي مرّ بها التحقيق وأسباب تعطيله.

وأعرب وليم نون، شقيق الضحية جو نون، عن أمله بأن “تكون المشاركة واسعة وتوجّه رسالة إلى المسؤولين بأن قضية الشهداء ستبقى حيّة، ولن يكون بمقدور أحد طمسها”. وكشف عن أن «”المواقف التي ستطلق خلال اللقاء تلتقي عند هدف واحد، هو استكمال التحقيق وصدور القرار الظني عن القاضي طارق البيطار ليعرف اللبنانيون حقيقة ما حصل والمسؤولين عن هذه الجريمة التي قتلت إخوتنا”.

ولم يُخف نون أن “المواجهة صعبة مع فريق سياسي لا هدف له سوى ضرب التحقيق، وللأسف نجح حتى الآن في ظلّ قضاء منقسم على نفسه حول هذه القضية، بدءاً من مجلس القضاء الأعلى، وذلك استجابة للضغوط السياسية التي تمارس عليه من فريق معيّن”.

وعمّا إذا كان أهالي الضحايا يخططون لتحركات تصعيدية جديدة على الأرض إذا ما استمر تعطيل التحقيق، أوضح نون أنه “لا توجد خطة للتصعيد في الشارع، بانتظار ما يقرره المحقق العدلي لجهة استئناف التحقيق من عدمه”.

الأمم المتحدة

وفي الذكرى السنوية الرابعة التقت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، عائلات عدد من الشهداء واستمعت لذكرياتهم عن الكارثة التي أودت بالعديد من الأشخاص وشردت عائلات ودمرت منازل.

وأشارت أسر الشهداء الى أن سعيها الحثيث لكشف الحقيقة وإنفاذ العدالة والمحاسبة لم يثمر بعد بالرغم من مضيّ أربع سنوات، فمع استمرار التحقيق في الانفجار عالقا، لا تزال تلك العائلات وغيرها تتطلّع إلى تحقيق العدالة.

من ناحيتها قالت هينيس-بلاسخارت: “انفجار مرفأ بيروت كانت له أصداء في جميع أنحاء العالم. وأن أستمع اليوم إلى شهادات العائلات لإحياء هذه الذكرى المؤلمة لهو أمر مؤثر للغاية بالنسبة لي. رؤية هذه العائلات تتعرّض للظلم مراراً وتكراراً بسبب الفشل في تحقيق العدالة حتى الآن مؤلم. فالغياب التام للمحاسبة عن كارثة من صنع الانسان كهذا الانفجار يعد أمرا مذهلا. المتوقع من السلطات المعنية أن تعمل بلا كلل لإزالة جميع العوائق أمام التحقيق – سواء كانت هيكلية أو سياسية – ولكن ما يحدث هو العكس تماماً.”

وأعادت المنسّقة الخاصّة تأكيد “دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإجراء تحقيقٍ محايدٍ وشاملٍ وشفّاف لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة والمحاسبة”. وشددت على “أهمية وجود قضاء مستقل وناجز في لبنان جنبًا إلى جنب مع تفعيل وتمكين مؤسسات الدولة الأخرى”.

مرفأ بيروت

شدد رئيس مجلس إدارة مدير عام مرفأ بيروت عمر عيتاني، في الذكرى الرابعة لـ٤ آب، على أن “صدى التفجير سيبقى يرافق اللبنانيين وأهالي الضحايا والشهداء، لكن رغم ثقل المرارة التي نحملها وتحملها هذه الذكرى، ورغم الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، إلا أننا وخلال الأربع سنوات التي مضت، عملنا بثبات وإيمان ليستمر مرفأ بيروت في خدمة هذا الوطن”.

وأشار في بيان إلى أن “استمرار مرفأ بيروت أولوية وطنية واقتصادية، لذلك عملنا ليبقى صامداً وسيبقى بإذن الله. بذلنا وسنبذل قصارى جهدنا لعدم تكرار ما حصل”.

وحيا أرواح شهداء ٤ آب “وننحني أمام صبر الأهالي الذين أنهكتهم السنوات التي مرت على فقدان أحبة كانوا بيننا وبينهم في مثل هذا اليوم”.

 

قد يعجبك ايضا