البابا: أنا قلق من أجل شباب يقضون عمرهم وراء الشاشات

 13 يناير 2024

نص خبر – وكالات

ألقى البابا فرنسيس، خطبة في لقاء يوم أمس الجمعة أعرب فيه عن شعوره بالقلق عندما يسمع عن شباب متحصنين خلف الشاشات، وعيونهم تعكس الأضواء الاصطناعية بدلاً من أن تسمح لإبداعهم بالتألق.

ووفقا لإذاعة الفاتيكان، فقد استقبل البابا الجمعة في قاعة كليمينتينا بالقصر الفاتيكاني الرسولي المشاركين في لقاء جمعية تونيولو للمحترفين الشباب، وللمناسبة وجّه كلمة رحّب بها بضيوفه وقال إن “تعاون الجمعية مع دوائر الكوريا والممثليات البابوية التي تلتزم في إطار الأمم المتحدة قد بلغ عامه العاشر، وهو تعاون ثمين جدًّا”.

وأضاف البابا، أن “من المحزن أن نرى شباباً لا مبالين ومخدرين، مستلقين على الأرائك بدلاً من أن يكونوا ملتزمين في المدارس وفي الشوارع، ومنطويين على شاشتهم بدلاً من أن يكونوا كذلك على كتاب ما أو على أخ محتاج، شباب محترفون من الخارج وبلا حياة من الداخل، تحت ضغط الواجب، يلجؤون إلى البحث عن المتعة”.

وأشار فرنسيس إلى أن “جميعنا بحاجة إلى الإبداع والزخم اللذين وحدكم أنتم الشباب يمكنكم أن تقدماهما لنا، إلى تعطشكم للحقيقة وصرختكم للسلام، حدسكم حول المستقبل وابتساماتكم المفعمة بالرجاء. أود أن أقول لكم: احملوا هذا إلى الأماكن التي تعملون فيها، خاطروا والتزموا بدون خوف، لأن الشباب هم الروافع التي تجدد الأنظمة، وليس العجلات المُسنّنة التي يجب أن تبقيها على قيد الحياة”.

وقال بيرغوليو: “لذلك، لا تحبسوا الخير الذي أنتم عليه ولا تخشوا المخاطرة، لأن من خلال تقدمة ذواتكم ستكتشفون أنكم عطايا فريدة وثمينة”. وأوضح أن “في السياق الغربي، نحن نعيش محاطين بالعطايا والهدايا، وبأشياء عديدة عديمة الفائدة في كثير من الأحيان، منغمسين في منتجات من صنع الإنسان تُفقدنا دهشتنا للجمال الذي يحيط بنا. لكنَّ الخليقة تدعونا لكي نكون بدورنا صانعي انسجام وجمال؛ ونخرج من الإدمان على الافتراضي، ومن عالم التواصل الاجتماعي المنوِّم الذي يخدِّر الروح، لكي نقدم للآخرين شيئًا جديدًا وجميلًا. بحث يشغفكم، صلاة من القلب، تحقيق يهزكم، صفحة تقدّمونها للآخرين، حلم تحققونه، وبادرة محبة لمن لا يستطيع أن يبادلكم إياها. هذا هو الخلق، أن نكتسب الأسلوب الذي به خلق الله العالم، أسلوب المجانية، الذي يجعلنا نخرج من منطق أقوم بذلك لكي أحصل على كذا، وأنا أعمل لكي أكسب. مبدعون لكي نفتح فتحات حداثة في عالم يكتفي بالأرباح. وهكذا ستكونون ثواراً”.

وختم فرنسيس كلمته بالقول: “كم من الجوانب الأخرى، مثل الاقتصاد، مكافحة الجوع، إنتاج الأسلحة والاتجار بها، قضية المناخ، الاتصالات، عالم العمل والعديد غيرها، تحتاج للتجديد والإبداع؟ أوكل إليكم أحلام رجل مسن يبتهج برؤية وجوهكم الشابة، وأفكر بمدى حماسة يسوع عندما ينظر إليكم، هو الذي يتمتّع على الدوام بقلب شاب ويدعو الشباب لاتباعه. فيه أجدد شكري لخدمتكم وأبارككم. وأسألكم من فضلكم أن تصلوا من أجلي”.

قد يعجبك ايضا