16 يناير 2024
صحافة العالم – الحرة
كتبت صحيفة الحرة مقالاً موسعاً عن تأثير مارتن لوثر كينغ جونيور بأمريكا والأمريكيين، بدءاً من “لدي حلم” أشهر خطاب ألقاه مارتن لوثر كينغ جونيور، في عام 1963، ليشكل رمزا للنضال من أجل الحقوق المدنية ومحاربة التمييز العنصري.
وفي العام الذي تلا هذا الخطاب صدر قانون الحقوق المدنية في الولايات المتحدة، ليحصل كينغ على جائزة نوبل للسلام، وبعد عقود على هذا الخطاب تأثرت حياة الأميركيين من أصل أفريقي في الولايات المتحدة، خاصة في مجالات التعليم والاقتصاد، بحسب ما تظهر بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي.
كرس كينغ حياته للنضال السلمي واللاعنف في سبيل تحقيق المساواة العرقية في الولايات المتحدة، ويصادف، الاثنين، الاحتفال بيوم مارتن لوثر كينغ، وهو عطلة فيدرالية في الولايات المتحدة يكرم فيه إرثه، خاصة تلك التي يحث الأميركيين على المشاركة في جهود الخدمة التطوعية في مجتمعاتهم الأهلية.
ويشكل الأميركيون من أصل أفريقي حوالي 12 في المئة من السكان في الولايات المتحدة، أو ما عديده 41 مليون نسمة، وفق بيانات 2020، وتبلغ نسبتهم في بعض الولايات 40 في المئة، حيث يشكلون ما نسبته 41 في المئة من سكان العاصمة واشنطن، و37 في المئة من ولاية ميسيسيبي.
التعليم بين السود
وتكشف البيانات الأميركية أن النضال الذي خاضه مارتن لوثر كينغ جونيور أدى إلى ارتفاع نسبة الطلاب الأميركيين من أصل أفريقي الذين ينهون مرحلة الثانوية مما كانت نسبته 25.7 في المئة في عام 1964 لتتجاوز الـ 90 في المئة في 2021.
والتحق نحو 2.72 مليون أميركي من أصل أفريقي بالجامعات، في عام 2021، مقارنة مع 306 آلاف شخصا في عام 1964.
المشاركة في الانتخابات
وفي عام 1964 شارك نحو 59 في المئة من الأميركيين من أصل أفريقي الذين تتجاوز أعمارهم 21 عاما في الانتخابات الرئاسية.
وفي عام 2020 ارتفعت نسبة مشاركة أولئك الذين تتجاوز أعمارهم 21 عاما لنحو 63 في المئة.
يوم للخدمة والتطوع
رغم أن يوم مارتن لوثر كينغ جونيور هو عطلة رسمية في الولايات المتحدة، إلا أنه يمثل يوما وطنيا للخدمة التطوعية المدنية أيضا.
ويظهر استطلاع يجريه مكتب الإحصاء الأميركي أن ولايات: يوتا، وايومنغ، مينيسوتا، ماين والعاصمة واشنطن هي الأكثر بين الولايات الأميركية في العمل التطوعي الرسمي، بمساعدة الآخرين من خلال المنظمات المجتمعية المختلفة.
أما على صعيد العمل التطوعي غير الرسمي، جاءت ولايات: مونتانا، نبراسكا، ماين، ديلاوير، فيرمونت، الأعلى بين الولايات الأميركية.
المشاركة في سوق العمل
ويبلغ عدد الشركات والاستثمارات التابعة لأشخاص من الأميركيين السود حوالي 141 ألف شركة، بينها أكثر من 38 ألف منشأة طبية.
وتظهر البيانات أن نحو 35 في المئة من الأميركيين من أصل أفريقي يعملون في وظائف إدارية ومهنية بالإضافة لمن يعملون في قطاع المبيعات وبرمجة الحاسوب والتعليم.
ويعمل نحو 22 في المئة من الأميركيين من أصل أفريقي في قطاعات مهنية، مثل الشرطة وصالونات الحلاقة وغيرها من المهن.
ونحو 20 في المئة يعملون في مكاتب خدمات بشكل مباشر مثل البريد والاستقبال والمكتبات.
ونحو 18 في المئة منهم يعملون في قطاعات إنتاجية والنقل، مثل قيادة الباصات، وأعمال الصيانة.
أميركا تقترب من أفضل حالاتها
في عام 2023، تحدث الرئيس الأميركي، جو بايدن، من داخل كنيسة مارتن لوثر كينغ في أتلانتا، وقال إن الحلم بتحقيق المساواة والعدالة “لم يتحقق بعد”، مجددا دعوته إلى النضال من أجل “روح” الولايات المتحدة.
وكان مارتن لوثر كينغ يترأس الصلاة في هذه الكنيسة.
وقال حينها مرددا إحدى العبارات المفضلة لدى القس مارتن: “إن المعركة من أجل روح أميركا لا تنتهي”. إنها “نضال دائم للدفاع عن هذا الاقتناع الراسخ بأننا خلقنا متساوين وعلى صورة الله”.
وأقر بأنه لا يزال هناك “الكثير من العمل في سبيل العدالة الاقتصادية والحقوق المدنية وحق التصويت”.
لقد كانت الكلمات التي لم يخطط لها كينغ هي التي دخلت التاريخ، وهي التي جعلت خطابه من بين الخطب الأكثر شهرة في الولايات المتحدة، بحسب تقرير نشره موقع شير أمريكا.
عندما وقف كينغ على الدرجات الرخامية أمام نصب لنكولن التذكاري عام 1963 كان ما قرره، كما يقول إيغ، هو “أخذ الحشود إلى الكنيسة” ومن خلال إضافة فقرات غير مخطط لها، أطلق وصفا ملهما لما يمكن أن تكون عليه أميركا في أفضل حالاتها.
وعلى مدى السنوات الماضية، أصبح الأميركيون يشيرون إلى كلماته على أنها خطاب “لدي حلم”.
قال زعيم الحقوق المدنية، في واحدة من العبارات المتكررة العديدة التي تشير إلى حلمه في المساواة” لدي حلم بأن أطفالي الأربعة الصغار سيعيشون يوما ما في أمة لن يتم الحكم عليهم فيها من خلال لون بشرتهم، وإنما من خلال محتوى شخصيتهم”.
أصبح الخطاب أحد أشهر الخطب في القرن العشرين وحجر زاوية في الثقافة الأميركية، وبينما عبّر كينغ عن بعض المشاعر دون تحضير، فقد اختار كلماته بعناية. يقول إيغ: “إن عبارة ‘لدي حلم’ ترتبط بالحلم الأميركي، وهو أمر أساسي لهذا البلد”.
وأضاف “أنه يدعو إلى الوطنية. ويدعو إلى الإيمان الديني. إنه يستدعي أفضل غرائزنا”.
دفع مارتن لوثر كينغ جونيور حياته ثمنا لتحقيق العدالة التي آمن بها، إذ اغتيل، في الرابع من أبريل عام 1968، في موتيل لوريان في ممفيس على يد محكوم سابق يدعى جيمس إرل راي، الذي صوب بندقيته تجاه غرفة كينغ وانتظر خروجه.
بعد حوالي أسبوع من وفاته، وقع الرئيس الأميركي آنذاك، ليندون جونسون، قانون الحقوق المدنية الذي يضمن الحرية والمساواة بين الأعراق والألوان والجنسين في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، ويلزم الإدارة الفيدرالية بتنفيذ بنود ذلك القانون.
“لدي حلم”، عبارة محفورة اليوم على درج النصب الذي أقيم في المكان الذي ألقى فيه مارتن لوثر كينغ خطابه، ومكتوبة على الصفحة الأولى للقوانين حول الحقوق المدنية التي أصدرها الرئيس جونسون في عامي 1964 و1965.