“نص خبر”_الرياض
حرّكت رسالة أب سعودي مفجوع بوفاة ابنه الذي لم يتجاوز الـ17 عاما، جراء حادث سير مروع، مشاعر كل من قرأ الرسالة بكثير من الأسى واللوعة.
وفي التفاصيل أن الوالد عبد الرحمن بن أحمد أبو سعدية تلقى رسالة من مدرسة ابنه محمد تستوضح من خلالها سبب غياب الأخير، مع التذكير بضرورة “إحضار عذر رسمي حتى لا يتم الخصم من درجات الغياب”. فإذا بالأب المفجوع يخط رسالة الى مدير ثانوية حكيم بن حزام في قنا وإلى أعضاء هيئة التدريس يبلغهم فيها بالسبب المر لغياب ابنهم:

“المكرمون مدير ثانوية حكيم بن حزام بقنا أعضاء هيئة التدريس بالمدرسة الموقرون: تحية طيبة ملؤها المحبة والاحترام؛ أفيدكم بأن ابني وحبيبي الطالب محمد عبدالرحمن أحمد غاب عن الدنيا بأسرها، والتحق بالرفيق الأعلى أرحم الراحمين، وكم كنت أتمنّى لو أنه نائم على سريره كي أوقظه وأجبره للذهاب إلى المدرسة كما كنت أفعل، وأنا مثلكم ما زلت أراه حيًّا، عفا الله عنه وعنّا، وأدخله الفردوس الأعلى من الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب، وأنزله منازل الأبرار، وإن خصمتم درجات الغياب فارفعوا درجاته في عليين بدعائكم الصادق، ولا تنسوا أنه ما زال ابني وابنكم وإن كان قد رحل عنّا.
وأعلم أن هذه الرسالة بالخطأ ولكنها حركت شجني وحزني عليه فجدت بشيء من الوصية لكم.. سلموا لي على زملائه وأساتذته، سلموا لي على كرسيه وطاولته، سلموا لي على جدران مدرسته وعلى زوايا مكانه واقبلوا عذره وتقصيره، ولا تنسوه من خالص دعائكم، واستسمحوا له من كل أصدقائه وأساتذته، وجمعنا الله به في مقعد صدق عند مليك مقتدر. وتقبلوا عاطر التحايا وصادق المودة.
ولي أمر الفقيد محمد عبدالرحمن أحمد”.
وكان الطالب محمد توفّي في حادث مروري في 18 من شهر رمضان الماضي، ويبلغ من العمر 17 عاما.
وقامت المدرسة بعد رسالة الوالد بإضافة اسم الطالب في موقعها، مرفقة بعنوان صندوق اكرام الوقفي: “من يستطيع تقديم صدقة عنه فجزاه الله خير لعلها تنجيه وترفعه في الآخرة”.
