هدى حسين ضحية التضليل.. هذه أدلة براءتها

“نص خبر” – كمال طنوس
هدى حسين الممثلة العراقية التي ولدت ونشأت في الكويت وكانت من أهلها ودافعت عنها في أزماتها كواحدة من أبناء البلد.
طالما وقفت هدى حسين إلى جانب الحق ودافعت عنه حتى أكلت نصيبها ودفعت فدية ثمن هذا الحق وأولهم ولائها للكويت.

فهي التي أصيبت اختها بحادث سير ثم توفت ولم تستطيع أن تعاينها أو تودعها وبقيت أسيرة بعدها مُبعدة عن الوطن الذي ترعرعت به. وهذا كله في فترة الغزو العراقي للكويت. ناضلت في سبيل وطن احتضنها واحبته وأحبها ونزلت في مظاهرات تندد بالغزو العراقي حينها فكان نصيبها الإبعاد وترك البلد خلسة لتنقذ روحها.
هدى حسين التي أسست لمسرح الطفل في الكويت ومنه وفيه قدمت عشرات الأعمال مسخرة موهبتها وعلمها من أجل الفن الطفولي الراقي ومن أجل الفن عموماً.


لم تنزلق هدى حسين في ترهات الفن المبتذل طالما كانت وجهاً مؤسساً لحركة فنية ناهضة ومبدعة بدءاً من مسرح الأطفال وصولا إلى كل الاعمال الدرامية التي سقتها من روحها وقدمت عمرها عشرات الاعمال في المسرح والتلفزيون والإذاعة.
لا يستوي المرء الرصين مع ذاك الغاشم. ولا القامة الجليلة مع الوضيعة. وإن كان هناك مآخذ على عمل “زوجة واحدة لا تكفي” الذي قدم في رمضان وقامت القائمة على هذا العمل الذي اعتبر مهين للمجتمع الكويتي.
فهدى حسين بعيدة عن هذا الاتهام وهي التي دفعت عمراً تدافع عن حبها للكويت وانتمائها له. وزرعت ياقوتاً في الفن الكويتي.
هذا المسلسل “زوجة واحدة لا تكفي” إن كان مهيناً ولم يكن، فهذه الإهانة تصيب كل فرد في أي مجتمع وكل مشاهد تابع العمل. نعم هناك نوع من الابتذال في العمل يبدأ بتلك الشراكة المعجونة من لبناني ومصري وخليجي فهذه الجمعة والخليط لم يكن موفقاً.


وفكرة الرجل المزواج لم تكن لطيفة بل كانت ثخينة ووطأتها ثقيلة. ولم تعالج هذه الفكرة بعمق بل على طريقة الكوميديا وقد جاءت ثقيلة بدل أن تكون خفيفة ومرحة. وهدى حسين بدور “هيلة” كانت تجري المياه من حولها غير مدركة لما يحاك حولها، وهي المربية الصالحة بطيبتها وسماحتها وسط الغدر الذي كان يحاك حولها. حتى دورها كان لطيفاً ونقياً.
العمل كان يعاني من تفكك النص وسماجته وحواراته الركيكة فهو إن أخفق ليس لأنه يهين المجتمع الكويتي بل لأنه كان ناقصاً وركيكاً وفيه شيء من الهبل خاصة بشخصية الزوج “ماجد المصري”.
هدى حسين في “زوجة واحدة لا تكفي” كانت بيضة القبان الذي جعل هذا العمل ذات قيمة. وهي دون سواها حملت هذا المسلسل نحو أفق وردي بالرغم من كل الاشواك الدرامية والفنية التي احاطته.


لم يكن في دور هدى حسين ذلة ولا ناقصة ولا في إطلالاتها ولا في أدائها كانت المحترفة التي علّت من شأن العمل. وهذه عادتها أن تكون إضافة لأي عمل تقدمه. فإن كان في العمل زوان فحسين كانت حنطته. وإن كان هناك إخفاق فهي رافعته.
فسوط الحق عندما يعلو يجب أن يكون عادلاً ولا يساق على الابدان البريئة. فهذه الازمة التي تسبب بها “زوجة واحدة لا تكفي” أساسها السوشيل ميديا التي تبرز أراء وتعلن احكام وتسوق لأفكار تكون مضرة أحياناً أكثر من العيب الذي تتناوله.
فشرطة الرأي العام مع هجمة الميديا لم تعد ميزاناً منطقياً وفيها الكثير من التجني أحياناً والتربص والضيق والعييّ.
“زوجة واحدة لا تكفي” كان نصاً ركيكاً واحداثه غير مدروسة ولم تعالج كما يجب درامياً. لكن الوجه المشرق في كل هذه الرمادية هو وجه هدى حسين. فمن شاهد يعرف ذلك ربما هي أضرت بنفسها عندما اشتركت في عمل مقوماته اقل من مستواها الفني والتاريخي.
فمهما قالوا ومهما اتخذت من إجراءات قانونية لا بد أن تبقى أصحاب القامات العالية مصانة ومبجلة. فملكة مسرح الطفل لا يمكن أن تفقد براءتها أو تلطخ سمعتها.

قد يعجبك ايضا