في يومه العالمي.. الكعب العالي تدريبٌ على المشي السليم

“نص خبر”_ بيروت 

قدم باحثون في دراسة حديثة نظرة جديدة للكعب العالي المعروف بمشاكله الصحية، حيث وجد الباحثون أن النساء اللاتي كن يرتدينه أكثر كفاءة في المشي.

أظهرت دراسات سابقة، وبينت آراء متخصصين على مدار سنوات، خطورة الكعب العالي، حتى أن طبيب أمراض القدم بمركز المحيط الجنوبي الطبي، إريك باسكن، انتقد صناعة الأزياء، وقال “إلى أن تتخلص صناعة الأزياء من الكعب العالي تدريجيا، فإنها ستؤثر على الناس لأجيال عديدة”.

ووصف باسكن في مقال منشور على موقع مؤسسة “هاكنساك ميرديان هيلث” ما يحدث في الجسم عند ارتداء الكعب العالي، موضحا أن ارتداء الكعب العالي يمكن أن يسبب آلاما في الظهر والقدمين.

واعتبر أن المشي على مشط القدمين سيحرك مركز الثقل للأمام، مما يجبر المرأة على تقوس ظهرها عند الوقوف ويسهم في زيادة آلام الظهر، وتكون مقدمة القدم والأصابع مسؤولة عن امتصاص كل الضغط عند المشي أو الوقوف. ويرجح باسكن أن هذا من شأنه، أيضا، أن يؤدي إلى تورم الأصابع والأقدام والألم في جميع أنحاء الرجل.

في منتصف آذار/مارس الماضي، وبشكل مفاجئ بينت نتائج دراسة الميكانيكا الحيوية للأحذية أن الرجال والنساء الذين كانوا يرتدون الكعب العالي، في أغلب الأحيان، أفضل وأكثر كفاءة في المشي من غيرهم.

اعتمدت الدراسة التي نشرت في مجلة علم وظائف الأعضاء التطبيقي، على متطوعين من النساء والرجال لم يرتدوا الكعب العالي أبدا من قبل. وابتكر العلماء أحذية ذات كعب عالٍ مقبولة لدى المتطوعين، كانت ذات كعوب عالية سميكة، وساعدت في ثني قدم المشارك للأسفل بزاوية تصل إلى 14 درجة.

استخدم العلماء الموجات فوق الصوتية وغيرها من التقنيات للتحقق من طول عضلات ساق المتطوعين وتصلب وتر العرقوب. وأعطوا المتطوعين أجهزة لتتبع النشاط اليومي المعتاد وارتداء الكعب الجديد كل يوم لمدة 14 أسبوعا.

بعد المدة المحددة، عاد المتطوعون إلى المعمل، وأجريت الاختبارات عليهم مرة أخرى. وبينت الدراسة أن المتطوعين الذين توقفوا في وقت مبكر عن ارتداء الكعب العالي لم يظهروا أي تغيرات في أرجلهم أو المشي، لكن الذين ارتدوا الكعب العالي بشكل ثابت إلى حد ما كانوا يميلون إلى أن تكون لديهم عضلات ساق أقصر وأوتار العرقوب أكثر صلابة من ذي قبل.

وكشفت الدراسة أن الذين التزموا بارتداء الكعب العالي أصبحوا، أيضا، أكثر كفاءة في المشي، وظهر ذلك أيضا عند ارتدائهم الأحذية المسطحة على حد سواء.

الدراسة المثيرة للجدل، أرجحت أن الكعب العالي قد يكون بمثابة “أداة تدريب” للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الحركة أو للنساء والرجال الأصحاء، بما في ذلك الرياضيون، الذين يرغبون في أن يكونوا قادرين على التحرك بشكل أسرع وبسهولة أكبر.

ويعود أول ظهور للكعب العالي إلى عهد الإغريق حوالي العام 3500 قبل الميلاد، كما وُجدت رسومات مصرية قديمة على جدران القبور الفرعونية تُظهر أنه كان شائعاً خلال تلك الفترة. إلا أن الظهور الفعلي للكعب العالي، بصورة قريبة إلى ما نعرفه به اليوم، كان في العام 1533 عندما ارتدته كاترين دو ميديسيس في حفل زفافها على الملك هنري الثاني، حيث تم تصنيعه خصيصاً لها في مدينة فلورنسا الإيطالية.

ولكن قبل أن يتحول الكعب العالي إلى أكسسوار أنثوي بامتياز، كان من عناصر الإطلالة الرجالية التي برزت في آسيا وتحديداً في بلاد الفرس، حيث كان الجنود يستعينون به للحفاظ على ثباتهم أثناء امتطاء الخيل.

وقد راج الكعب العالي في سبعينيات القرن الماضي واعتمده الرجال والنساء على السواء، وكان “كعب المطرقة” الأكثر شهرة حينها، أما “الكعب الإبري” المعروف بالـStiletto فظهر في العام 1950 في إيطاليا، ثم قام بتطويره المصمم الفرنسي شارل جوردان ليغزو القارة الأميركية في الفترة نفسها.

قد يعجبك ايضا