الساعات ” the hours ” فيلم من الحقبة الذهبية ننصحكم بمشاهدته

فيلم hours”” الساعات من انتاج عام 2002 واحد من الأفلام القديمة النادرة التي تبقى حاضرة بالرغم من مرور السنين.
ليس متيسراً على الدوام أن يجتمع ثلاث عمالقة من أفضل ممثلات هوليوود: جوليان مور، ميريل ستريب، نيكول كيدمان في عمل واحد.
هذه الثلاثية لوحدها قادرة أن تصنع معجزة السينما. فهذا الفيلم الذي تعيد “نتفلكس” عرضه على منصتها تزامناً مع مهرجان كان السينمائي بدورته 77 .

قصة الفيلم 
“ساعات” الفيلم الدرامي البريطاني الأميركي من إخراج ستيفن دالداري سيناريو الفيلم مأخوذ من كتاب «مايكل كاننجهام» الذي يحمل الاسم نفسه hours وهو كاتب سيناريو، شاعر وروائي أميركي.
وقد فاز عنها بجائزة البوليتزر في العام 1999، وهي مبنية على رواية فيرجينيا وولف Mrs Dalloway التي كتبتها في العام 1925، والتي تتحدث فيها عن امرأة لا تجد السعادة في حياتها.
يتناول الفيلم قصة حياة ثلاث نساء من أجيال مختلفة ممزقات: هناك كلاريسا فوغن (ميريل ستريب) سيدة معاصرة وتعمل محررة كتب ناجحة في عام 2001 ، تقطن مدينة نيويورك وتحاول إعداد حفلة لصديقها ريتشارد “إد هاريس” الشاعر المصاب بالإيدز. لورا براوس (جوليا مور) وهي ربة منزل من خمسينيات القرن الماضي (1951) تعيش في ولاية كاليفورنيا وتعاني من زواج غير سعيد ولديها طفل سيتضح أنه ريتشارد المريض، وهناك فيرجينيا وولف (نيكول كيدمان) كاتبة تقرأ على نطاق واسع عام تعيش في الريف الإنكليزي (1923) تعاني من الاكتئاب ومرض عقلي.

ممثلات من حقيقة 

صحيح إن الأزمنة مختلفة عند هذه الشخصيات لكن هناك شعور لدى المشاهد أن هذه الشخصيات تتخطى الزمان وتظهر كأنها شبيهة بالرغم من اختلاف الأمكنة والأزمنة واللباس. سرعان ما يصل جو القتامة الداخلية لهذه البطلات الثلاث إلى يعانين الوحدة والكأبة والاحساس بالموت والقدرة على الانتحار. وهناك إحساس مكبوت هو النقص بالحب.
التشابه بين البطلات نجده على كافة الصعد ليس بروحية الفيلم فقط بل أيضاً بالشكل هناك تقاطع بين الوجوه والنبرة لاسيما بينما نيكول كيدمان وجوليان مور. حتى ليتهيأ لنا انها شخصية واحدة متشابهة في كل شيء.
هذه القصة الحزينة التي تبدأ مع فرجينيا “نيكول كيدمان” الكاتبة ونجد فصول تخيلاتها وهي تعيش في عشرينيات القرن تتحقق مع الممثلة مور بدور لورا التي تحاول الانتحار ثم تنكفئ لان الكاتبة غيرت رأيها وشعرت بالتفاؤل. ثم تأتي ميريل ستريب بدور كلاريسا التي تجسد شخصية مسز دالواي التي تدور حولها القصتان الأولى والثانية، ولتلتقي اخيرا بلورا كونها والدة ريتشارد ابنها الذي مات انتحاراً.

نوع الفيلم وتميزه 
الفيلم ليس من النوع الترفيهي بل فيلم نفسي يعالج خلجات المرأة والتي تبدو متشابهة في كل زمان ومكان. يبحثن عن الحب والاستقرار والأمان. ولا يجدن ذلك بسبب نقصان الحب العميق فكانت النساء الثلاث يستقين هذا الحب بطريقة مثلية. الأولى تقبل اختها والثانية تقبل جارتها المريضة والثالثة من صديقتها التي تعيش معها وتعرف كل ارهاصاتها النفسية ومعاناتها مع الرجل الذي لم تكتمل حياتها معه وباتت له اشبه بممرضة.
هذا الفيلم غير المرح لكنه أشبه بمسرح متنقل بين الأزمنة والشخصيات. النساء الثلاث قدمن أعظم أداء وبدون كلمات. العيون والحركة كانت كفيلة أن تصنع النص والحوارات.

تقدير وابداع 
لقد حصلت الشخصيات الأربع الرئيسية بالفيلم على إشادة النقاد وخاصة نيكول كيدمان لقيامها بدور فرجينيا وولف حيث فازت بالعديد من الجوائز من بينها جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة. وترشح الفيلم لأكثر من عشر جوائز.
وكيدمان التي نالت هذه الجائزة عن جدارة بحيث إنها شخصية متحولة لا يمكن أن نستدل عليها خلال الفيلم بل تنكرت لنفسها كثيراً ولبست الشخصية بكل حذافيرها حتى في الشكل بدت مختلفة وتشبه فعلياً فرجينيا وولف الكاتبة.


فرجينيا وولف
فرجينيا وولف تعتبر من أيقونات الأدب الحديث للقرن العشرين ومن أوائل من استخدم تيار الوعي كطريقة للسرد.
أن أنهت روايتها (بين الأعمال) والتي نشرت بعد وفاتها، أصيبت فيرجينيا بحالة اكتئاب وزادت حالتها سوءا بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، وتدمير منزلها في لندن، والاستقبال البارد الذي حظيت به السيرة الذاتية التي كتبتها لصديقها الراحل روجر فراي حتى أصبحت عاجزة عن الكتابة. وفي 28 مارس 1941 ارتدت فيرجينيا معطفها وملأته بالحجارة وأغرقت نفسها في نهر أوس القريب من منزلها. ووجدت جثتها في 18 أبريل 1941 ودفن زوجها رفاتها.

قد يعجبك ايضا