نجوى كرم في “تعا نقعد”.. التجديد في الشكل بأعلى وتيرة ماذا عن اللحن؟

“نص خبر “- كمال طنوس

 

قدمت نجوى كرم جديدها “تعا نقعد” على إيقاع الرقص. صورة جديدة لشمس الاغنية أتت فيها بطلة بالسنابل الجديدة ملوحة بالأشقر، مهندمة بالأبيض كفتاة عشرينية واضعة الزمن في خابية النسيان. متناسية ذاك الشكل الغامق المعتاد الذي نزل في العين والذاكرة.  

لحن الأغنية يمكن أن تلتقطه الأذن سريعاً. يعلق في الذاكرة وصوت نجوى أتى كالمعهود نتعرف عليه كترداد معاد. أما حضورها فهو الجديد الصاخب الناقر للعين بنظارات ذهبية غريبة، ورقص بالرؤوس وحرية الحركة الراقصة.

من يحب الخامة الجبلية للصوت وتوليفة النقر على الغيتار وإيقاعات الجيبسي سيجد ضالته في هذه الأغنية التي تبشر بألبوم جديد بات على وشك الظهور.

جديدة نجوى في محياها وطلتها وشكلها، وراحت صوب الفواتح بعد أن مرّ عمر في اللون الداكن متجرّئة بكسر الماضي بمطرقة التجدد.

طالما كانت كليبات نجوى كرم تدق في المنطقة المتحررة الفنية حيث القصص الجديدة والجميلة وهذه احداها.

اما اللحن والكلمات فبقيت حيث البدايات تعيد وتردد أنغام الأمس. التجديد البراني والخروج نحو صورة حديثة وأفكار الظهور المستحدثة لم تجاريه الإيقاعات اللحنية بل جاءت كصدى في الأذن لأغنيات مرّت “أوعا تكون زعلت” و”تهموني” وكلها من نسج الملحن والشاعر عماد شمس الدين لعام 2002.

 

الفرقة الطويلة بين كرم وشمس الدين تلتحم من جديد بعد سنوات من البعاد. إذ شكلت النجمة اللبنانية نجوى كرم مع الشاعر والملحن اللبناني عماد شمس الدين ثنائياً فنياً ناجحاً في تسعينات القرن الماضي، حيث تعاون الثنائي في أهم وأقوى الأغنيات التي قدمتها نجوى بصوتها وحملت بصمة عماد على صعيد الكلمة واللحن، ولعل أبرز هذه الأعمال التي قدمتها شمس الاغنية اللبنانية منذ بداياتها الفنية وحملت توقيع شمس الدين “نغمة حب، ما بسمحلك، لو حبيتك، انا او هي، قلبي خيال، كيف بداويك، عطشانة، عيون قلبي”، وغيرها من الأغنيات التي لاقت النجاح وما زال يرددها الجمهور حتى اليوم، وآخر التعاونات التي جمعت نجوى وشمس الدين كانت في ألبوم “خليني شوفك بالليل” الذي صدر عام 2009.

الأغنية لا تنقلنا إلى منطقة جديدة في اللون بل كرست لون نجوى أكثر وعمقته أكثر. فكل هذه النغمات مألوفة وإن كانت الكلمات جديدة. التجديد في الصورة والشكل لم يواكبه ذاك التجدد في اللحن واللون وبقيت البصمة كما هي قديمة كفلكلور لا يقبل المس به.

أما القول بأن هذه الأغنية “تعا نقعد” هي أغنية صيفية. فهذا التصنيف لا يليق بفنانة كبيرة كنجوى كرم لها في الفن عقود وباتت مرجع الفن في الالفية الجديدة وجزرها يذهب عمقاً من ثمانينات القرن الماضي صموداً وغناء ونجومية. أي أغنية تقدمها نجوى يجب أن تكون لكل المواسم والفصول فهي الذي يجب أن تحدد بأغانيها فصول الغناء عامة تخلق كمبدعة فصلها الذي يوجه بوصلة الغناء بعيداً عن شمس صيف أو مطر شتاء. وحده الكليب قد يجاري المواسم لأنه غذاء العين أما غذاء السمع فطلبه كبير ومتطلباته أعمق مع فنانة هي صورة الفن الذي سيؤرخ لهذه الحقبة من الزمن.

“تعا نقعد” من كلمات وألحان: عماد شمس الدين وتوزيع هادي شرارة والكليب صور في بيروت مع المخرج بيار خضرا.

قد يعجبك ايضا