“نص خبر “- كمال طنوس
فيلم “السيدة هاريس تذهب إلى باريس” الذي يعرض على منصة نتفلكس والحائز على العديد من الجوائز والترشح لنيل جائزة الأوسكار وغولدن غلوب وبافتا، هو واحد من الأفلام التي تخزن في الذاكرة كعمل فني لا يضاهى بجماليته.
القصة المشوقة والحوارات الممتعة السلسة والحقيقة هي خلف ذاك الشغف الذي يلف الفيلم بأكمله. يقتنع المشاهد خلال متابعته الاحداث بان ما يشاهده يبدو حقيقياً وقد حصل في الحياة، لكن حقيقة الامر أن القصة مقتبسة عن رواية الكاتب بول جاليكو “السيدة هاريس تهب إلى باريس”.
القصة
السيدة هاريس أرملة إنجليزية تعيش في خمسينيات القرن الماضي، وتعمل بالتنظيف، وخدمة البيوت. تنقلب حياتها الروتينية الهادئة رأسا على عقب بعدما تعجب بفستان من تصميم كريستيان ديور، فقررت مضاعفة ساعات العمل لجمع المال اللازم -رغم صعوبة ذلك- على أمل أن تحصل على الفستان.
هذا الثوب الذي بات بالنسبة لها حلم يعوض لها عن كل ما فاتها بعد وفاة زوجها في الحرب، وتبدأ مشوراها في الحصول على ثوب أنيق ومبهر. وتتداخل القصص مع بعضها علاقتها بصديقتها الوفية التي تساعدها في تحقيق حلمها.
مشوارها الصعب من لندن نحو باريس ودخول دار كريستيان ديور والنظرة الفوقية والازدراء الذي تمّ التعامل معها لأنها فقيرة، وكيف دافعت عن حقها في امتلاك ثوب هو بالنسبة لها قضية حياة، واضعة النقط على الحروف عندما تم نهرها واحتقارها فرمت المال بوجه مديرة الدار، في حين كان الدار يغرق بأزمة مالية والزبائن من علية القوم لا يسددون ثمن أثوابهم الفخمة.
فيلم الحياة الممتع
في هذا الفيلم سنجد قصص الحب والإلهام والشغف والدفاع عن الحق والروح العالية والدعابة اللطيفة والذكاء. فيلم يحتوي كل شيء مرصوف بطريقة ممتعة ويحكي قصة الأناقة من زاويته العميقة. الاناقة ليست ثوباً بل روحاً وأدباً والتزاماً ونبلاً.
هذا الفيلم سبق وقدمه عمر الشريف في التسعينات
سيقف المشاهد أمام احداث يسأل هل فعلاً هذا ما حصل، انهارت إمكانيات كريستين ديور وسرح عماله بسبب أزمة مالية. هل فعلاً دار الأزياء العريقة تتعامل بفوقية مع بعض الزبائن. وكيف الدار العريقة انقذت نفسها من الإفلاس.
هذا الفيلم قدم عام 2022 وحقق إيرادات عالية في السينما وكان تقييمه ممتازاً. وكان قد عرض بنسخة تلفزيونية عام 1992 ولعب بطولتها الممثل العالمي عمر الشريف والممثلة البريطانية أنجيلا لانسبيري وحقق أيضاً نجاحاً عالياً.
الفيلم يتحفنا بالصراعات الاجتماعية والسياسية والطبقية. والاختلاف بين باريس ولندن من حيث الأفكار الحضارية عندما يقول أحد الأبطال على أثر إضراب عمال النظافة في باريس بأن هذا العامل هو ملك في باريس بلطشة إلى الأسرة الملكية في بريطانيا.
هذا الفيلم هو مغامرة كاملة ممتعة عاشتها البطلة سيدة هاريس وانتقلت نحو المشاهد. كفيلم رومانسي كوميدي اجتماعي وتبدو فصوله حقيقية.
الفيلم من ﺇﺧﺮاﺝ وتأليف أنثوني فابيان، وبطولة كل من ليزلي مانفيل، وآنا شانسلور، وجايسون إيزاكس، وروز ويليامز، وفريدي فوكس، ولوكاس برافو.