نص خبر “- كمال طنوس
يقدم جورج شقرا مجموعته الشتوية لخريف وشتاء 24-25 من وحي أرينا دي فيرونا ذاك المسرح الروماني الضخم وتلك العمارة التاريخية التي كانت من أهم حلبات المصارعة عبر التاريخ لتصبح أعظم دار اوبرا تقدم فيه سمفونيات العشق والشغف.
لم يستطع جورج شقرا المهندس الذي بدأ حياته العملية من زوايا الهندسة والتصميم أن يتخلى عن ذاك العلم الذي يدرك فيه معنى التفاصيل وكيفية بناء الثوب.
جاء هذا العرض في باريس ليعيد فيه التراث إلى أبهته السابقة جاعلاً من اللحن الأوبرالي والسمفونيات مقطوعات تتهندم فيها المرأة على إيقاع اللحن.
فكل ثوب هو سمفونية لون وزخارف مواشاة بالصدى الجميل يترك أثره في النفس.
الوان مبتكرة تتهادى عند ضفاف النظر وتجعل منها سمفونية نظر لا تنتهي ألوانها بل تتوالد كأنها صدى من حنين أو تراد عظمة لملكات التاريخ الذين بقوا في الخيال.
شقرا الذي يعرف كيف يستعمل الشكل ليكون لوحة لا تنتهي إيحاءاتها. فهو ضليع الشكل ومبتكره وشاغله. يعر ف كيف يطوي القماش ويجمعه ويشكل منه عمارات الجسد ويعرف كيف يؤلف زوايا الثوب ويضع الأكسسوارات في أماكنها لتكون لوحة تغازل النظر بوميض الحب والذهول.
هذه المجموعة اللحنية السمفونية هي عزف في أماكن الصمت تعلو وتخبو كراقصة بالية تؤلف القصة بحركاتها الصامتة والجمهور يفهم كل حركة ويدرك معنى القصة.
وهو استعمل القماش ليعبر عن هذا الصمت ويبني سمفونيته من بريق واحجار كريمة واشكال انثوية واثواب تتربع في بقعة البصر ويلبسها الجسد لتصبح قطعاً من جمال.
نصيب السيدة أن ترتدي سمفونية العظمة التي لا تذوب في أسماع الزمن بإمضاء جورج شقرا.
