“نص خبر”- متابعة
المناقشات جارية حول تأثير الذكاء التوليدي على أنظمة الملكية الفكرية، وما إذا كان من الممكن الحصول على براءة اختراع للعمل الناتج من الذكاء التوليدي أو حقوق الطبع والنشر بنفس طريقة العمل الذي ينتجه الإنسان.
وقد يكون التصريح الأخير لرئيس شركة “مايكروسوفت” للذكاء الاصطناعي، مصطفى سليمان، الذي اعتبر أنه في اللحظة التي يُنشر فيها أي شيء على شبكة الإنترنت المفتوحة، يصبح “برنامجاً مجانياً” يمكن لأي شخص نسخه واستخدامه بحرّية، أعاد زخم وحدة النقاشات حول هذه المعضلة المستمرة، وهو الذي اتُهم بفهمه الخاطئ لمبدأ الملكية الفكرية. وتتزامن تصريحات سليمان مع استمرار وتزايد الدعاوى القضائية على بعض شركات الذكاء التوليدي، بمزاعم انتهاكات حقوق النشر والملكية الفكرية.
ووسط هذا الضجيج من المناقشات، تعلو بعض الأصوات، باعتبار أن البشر يتعلمون باستمرار عندما يتلقّون المعلومات ويعالجونها، على قاعدة ارتباط الأمور التي يتعلمون إنشاءها بشكل وثيق بما يتعلّمه الآخرون ومن تجاربهم، وهنا يمكن للمرء أن يجادل بأن الذكاء التوليدي لا يختلف من حيث أنه يتعلّم من مجموعات البيانات الأساسية لإنتاج شيء جديد.

يعتمد الذكاء الاصطناعي التوليدي على التعلّم الآلي ويتمّ تدريبه باستخدام البيانات من مجموعة واسعة من المصادر، بما في ذلك الصور والمحتوى والبرامج والصوت والأغاني والفيديو، عند الاستجابة لمطالبات المستخدمين.
تكون هذه المطالبات في شكل توضيحات مكتوبة قصيرة، تتطلّب الأداة المستخدمة لإنشاء مخرجات محدّدة، كتطبيقات “شات جي بي تي” من “أوبن إيه آي” أو “كوبايلوت” من “مايكروسوفت” وغيرهما.
وتكمن الصعوبة التي تنشأ من منظور الملكية الفكرية في أن البيانات المستخدمة في عملية التدريب تتكون على الأرجح من فئات مختلفة من مجموعات البيانات، بما في ذلك المعلومات المجانية الاستخدام والمعلومات المحمية، أو مزيج من الاثنين معًا.
كما يثير تطوير نماذج الذكاء التوليدي وتدريبها أيضًا قضية مهمّة أخرى تتعلق بحقوق الطبع والنشر، ما إذا كان استخدام محتوى طرف ثالث في هذه الممارسة قد ينتهك حقوق الطبع والنشر لذلك المحتوى.
وهنا تُطرح الأسئلة، هل مطور نموذج الذكاء الاصطناعي هو الذي مكّن العملية “الإبداعية”؟ هل هو صاحب نموذج الذكاء الاصطناعي؟ أم هو الشخص الذي أخذ في الاعتبار وأدخل المطالبات التي سمحت لأداة الذكاء الاصطناعي بإنشاء المحتوى؟
هل يشكّل تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية انتهاكًا لحقوق الطبع والنشر، ما يعرّض المطورين للمطالبات ذات الصلة؟
ومع سعي العالم إلى اللحاق بركب الابتكار، يؤثر الغموض القانوني الناتج من ذلك على جميع جوانب معادلة الذكاء التوليدي – المطورين، ومنشئي المحتوى، وأصحاب حقوق الطبع والنشر.
 
			