“نص خبر”- متابعة
يعمل باحثون على تسريع تطوير الذكاء الاصطناعي العام Artificial General Intelligence، اختصاراً “إيه جي آي” AGI، عبر استخدام شبكة عالمية من أجهزة الكمبيوتر الخارقة Supercomputer، بدءًا من حاسوب فائق جديد سيدخل حيز التنفيذ في سبتمبر/أيلول 2024.
ووفق تأكيد من ممثليها، أوضحت شركة “سنغولاريتي نِت” SingularityNET أن أجهزة الكمبيوتر العملاقة التي بنتها ستشكل “شبكة حوسبة معرفية متعددة المستويات” وستُستعمل في تدريب البنيات المطلوبة للذكاء الاصطناعي العام.
قفزة الذكاء الاصطناعي العام
يشمل الذكاء الاصطناعي تقنيات متقدمة من بينها التعلم الآلي وأنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل “جي بي تي 4” GPT-4، يقدم الأخير نتائج تعتمد على توقعات ترجيحية تأتي من تدريب الآلات على مجموعة بيانات كبيرة. وفي الغالب، يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تجاوز القدرات البشرية في مجال معين، بناءً على بيانات التدريب الخاصة بهم، لكن يصعب استعمالها في التعامل مع حقول معرفية مختلفة ومتنوعة.
ويهتم الذكاء الاصطناعي العام الذي يندرج ضمن آفاق مستقبلية، بالارتقاء بتلك التقنية كي تصل إلى مستوى الأداء البشري، مع إمكانية تطبيق ما تملكه من إمكانيات في كل نقطة من مواضيع المعرفة، إضافة إلى قدرتها على التعامل مع حقول المعرفة كلها. ويضاف إلى ذلك، سيملك الذكاء الاصطناعي العام القدرة على تعليم نفسه بنفسه، ويتعلم من خبراته، وبالتالي يكتسب القدرة على اتخاذ قراراته باستقلالية.
وبفضل تلك الميزات، يغدو الذكاء الاصطناعي العام متفوقاً على “نظيره” البشري بما لا يقاس. وفي المقابل، تثور إشكاليات متنوعة حول رفع مستوى ذكاء الآلات إلى حدود تجعلها متفوقة بأشواط نوعية كبيرة على الذكاء البشري الذي قد يستعصي عليه، حينها، السيطرة عليها.
الحاسوب الخارق وشبكاته
يتميز الحاسوب الخارق أو الـ”سوبر كومبيوتر” supercomputer بقدرة عالية جداً على معالجة كميات ضخمة من البيانات وبسرعة كبيرة، ما يجعله قادراً على التوصل إلى حل حتى أصعب المعادلات بسرعة خاطفة. ومثلاً، يحل السوبر كمبيوتر في وقت قصير مسائل قد يستغرق الكمبيوتر العادي أوقاتاً طويلة جداً كي يجد حلولاً لها.
وفي ذلك الصدد، نقل ممثلو شركة “سنغولاريتي نِت” إلى موقع “لايف ساينس”، أن أول أجهزة الكمبيوتر العملاقة ستبدأ العمل في أيلول المقبل، وسيتم الانتهاء من نسج شبكة الحواسيب الخارقة مع حلول نهاية عام 2024 أو أوائل عام 2025.
وفي تفاصيل توضيحية، سيضم الكمبيوتر العملاق مكونات متقدمة وبنية أساسية للأجهزة بما في ذلك وحدات معالجة الرسومات من نوع L40S التي تصنعها شركة “إنفيديا” Nvidia، ومعالجات متقدمة من صنع شركة “أي أم دي” AMD، إلى جانب أنظمة GB200 Blackwell من “إنفيديا” وغيرها. ويتوقع أن تشكل معًا واحداً من أقوى الأجهزة المتاحة لتدريب نماذج ذكاء اصطناعي بسرعة وسهولة، ما يسهم في تسريع عملية الابتكار.
وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة SingularityNET، بن جورتزيل، “سيكون هذا الحاسوب العملاق في حد ذاته بمثابة اختراق في الانتقال إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي العام”.
وأضاف أن الشركة تسعى لضمان الانتقال من التعلم على البيانات الضخمة، وبالتالي إعادة إنتاج السياقات المتضمنة في تلك البيانات، إلى التفكير الآلي لا يعتمد على تقليد الأشياء التي يُدرب عليه، بل يعتمد على خوارزميات التفكير المتعدد الخطوات، إضافة إلى مطابقة الأنماط وتقطير المعرفة التي جرى التثبت منها بصورة متكررة.