“نص خبر”- كمال طنوس
Let go” “ فيلم درامي محموم بالعاطفة والواقعية ، فيلم العائلة التي تواجه مشاكل من عدم الاهتمام وتحمل المسؤولية. يقودك من اللحظة الأولى لتمشي معه كل الخطوات فهو يلامس مشاعر وواقع الأبناء والاهل معاً. فقصته قد تكون في كل بيت وتحت كل سقف.
الفيلم ليس بعدد شخصياته بل بأهميتها. الام التعبة مع عائلتها تحاول تلبية طلباتهم والتفاهم مع طفلها الصبي المشاغب الكثير الحركة ومع ابنة مراهقة لا تأبه سوى لنفسها وطموحاتها وأهوائها معبرة عن نفسها باستفزاز وتعنت مستمر.
ما الاب غوستاف فهو غائب وصامت وإن حضر لا يغير انملة بل يتفرج على أبنائه دون اكتراث لا يشغله سوى هاتفه والتواصل مع عشيقته. رغم كل الهموم والفوضى المستباحة في المنزل يريد غوستاف الطلاق.
الحقيقة تعاش وليست مجرد نظريات
ترفض الام الطلاق قبل القيام برحلة عائلية من أجل حضور عرض راقص للابنة التي ترغب في المشاركة بها. حاولت الام إقناعه بهذه الرحلة بعد جهد كبير وانصاع لأمرها على شرط ان يتم الطلاق بعد ذلك.
خلال هذا المشوار حُشر الأب في سياق المكان والزمان وبات على مقربة من كل شيء يخص العائلة. اتضح له كم هو في غفلة عن مهماته كأب كم هو مقصر كزوج. غائب وسارح في أهوائه وخيالاته وعشقه. يضيع ابنه خلال الرحلة تضيع حقيبة التمرين الخاصة بحفل ابنته. وهو في سكرة عشقه واهماله يحارب الام ويصفها بانها تحب السيطرة فعندما تخلت عن مهامها وتركته يقود مسألة الاهتمام بالعائلة ظهر ضياعه وضعفه.
هذه الرحلة هي انكشاف حقيقة افراد العائلة، وطباعهم وسلوكياتهم من الأم المسكينة إلى الطفل الذي يعاني من حساسية الغلوتين إلى الأبنة الرافضة المتمردة إلى الأب المهمل.
الطلاق يجلب البصيرة
كل مفصل في الفيلم وكل حوار له بعد ويلامس المشاعر. انه فيلم مؤلم ومحبب في آن. لإنه حقيقي يحكي عن العلاقة الزوجية وقدسيتها وتحمل المسؤولية. فمراعاة الأطفال ليس بأمر سهل. ومؤسسة الزواج ليست بتلك المؤسسة المثالية لكن في نفس الوقت لا يمكن المغادرة لمجرد أننا لا نحب المسؤولية. أحيانا تعب العائلة ومشاكلها هي الحب نفسه هي الذات المصرة على النجاح.
لكن الأهم من ذلك هو أن Let Go مؤلم للقلب بقدر ما هو مقنع. سيكسر قلبي ، يوضح الفيلم أن الطلاق يمكن أن يجلب البصيرة. سواء كنت زوجة مزعجة أو زوجا فظيعا ، فإن الحقيقة تكشف عن نفسها. ومع ذلك فهو يقدم الحقائق الدامغة.
الإخراج المذهل
الإخراج مذهل وأداء الممثلين من الام والأب والطفل والابنة المراهقة أكثر من محبب. لا يوجد تصنع بل طبيعية. المخرجة جوزفين بورنبوش لم تسع نحو اية جمالية سوى تصوير الواقع والحقيقة الداخلية للشخصيات بعيداً عن أي مساعد خارجي.
يتضح في الفيلم أن أخلاقيات العالم واحدة في هذا الكون. الرقص على العمود ولو انه فن لكنه مرفوض حتى في المجتمع السويدي. مريض السرطان يجابه الواقع ويغير النفسيات حتى في أكثر الدول تطوراً. انه فيلم مشغول للكرة للأرضية ولو كانت هويته سويدية. مثل هذه الأفلام متعة حتى ولو كانت حزينة ، ومفجعة لكنها دافئة.
الابطال
الأبطال: جوزفين بورنبوش في دور ستيلا الأم. وسيغريد جونسون في دور آنا وبول سفير هاغن في دور غوستاف