أكد تقرير لوكالة الأنباء الجزائرية، يوم الجمعة، أن السلطات اعتقلت الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال في مطار الجزائر قادمًا من باريس، دون أن تكشف مباشرة عن أسباب اعتقاله والتهم الموجهة إليه.
نص خبر ـ متابعة
ولمحت الوكالة إلى احتمال أن يكون الاعتقال مرتبطًا بما وصفته بـ “إنكاره وجود أمة جزائرية”، وذلك إثر تصريحات إعلامية أدلى بها قبل أيام لموقع إخباري. وقد وصفت وكالة الإعلام الجزائرية صنصال بـ “المثقف المزعوم المبجل من قبل اليمين المتطرف الفرنسي”.
في سياق متصل، هاجمت الوكالة الرسمية، التي تتبع الرئاسة الجزائرية، بشدة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد تعبيره عن “القلق البالغ” بشأن توقيف صنصال. وقالت: “فرنسا الماكرونية الصهيونية تشجب توقيف صنصال (في مطار الجزائر)، لكنها لم تصرح للعالم عما إذا كانت لديها السيادة اللازمة التي تمكنها من اعتقال بنيامين نتنياهو إذا وطئت قدمه مطار شارل ديغول! وبما أن باريس تتحدث عن القانون وحقوق الإنسان، فإن الامتثال للقانون الدولي في حالة (بنيامين) نتنياهو قد يكون ذلك بداية جيدة”، في إشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأضافت الوكالة: “فرنسا في عهد ماكرون ليست غريبة عن التناقضات، فهذا الرئيس الذي يتحدث عن ’جرائم ضد الإنسانية’ في الجزائر بخصوص الاستعمار الفرنسي، ويقر بالاعتراف التاريخي باغتيالات طالت علي بومنجل وموريس أودان والعربي بن مهيدي، هو نفسه الذي يدافع عن منكر يشكك في وجود الجزائر، واستقلالها وتاريخها وسيادتها وحدودها”.
يظهر هذا الرد الجزائري الحاد تأزم العلاقات الجزائرية الفرنسية، حيث تدهورت الثقة بين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ونظيره الفرنسي بعد أزمة خفض التمثيل الدبلوماسي بين الجزائر وباريس منذ يوليو/ تموز الماضي، عقب إعلان باريس تغيير موقفها بشأن النزاع في الصحراء.
وذكرت الوكالة أن توقيف بوعلام صنصال مرتبط بـ “محاولته إنكار وجود الأمة الجزائرية”، في إشارة إلى تصريحاته لموقع إخباري فرنسي، حيث اتهم الجزائر بالسعي لزعزعة استقرار المغرب، وادعى أن أجزاء من الغرب الجزائري كانت تتبع المملكة المغربية، وأن فرنسا احتلت الجزائر لكونها لم تكن أمة ودولة قبل الاستعمار. وتعتبر السلطات الجزائرية هذه التصريحات مغالطات تاريخية تمس الوحدة الوطنية.
وأكدت الوكالة أن توقيف صنصال “أدى إلى إيقاظ محترفي السخط”، حيث هبت الأسماء المعادية للجزائر والمؤيدة للصهيونية في باريس هبة رجل واحد، مثل إريك زمور ومحمد سيفاوي ومارين لوبان وخافيير دريانكور وفاليري بيكراس وجاك لانغ ونيكولا ديبون إينيان، وبالطبع الطاهر بن جلون. واعتبرت مطالب هؤلاء بمعرفة مصير صنصال “ضجة كوميدية” تثيرها بعض الأوساط السياسية والفكرية الفرنسية، مما يقدم دليلاً إضافياً على وجود تيار “حاقد” ضد الجزائر.
كما هاجمت الوكالة بشكل خاص المرشح الرئاسي الفرنسي السابق، إيريك زمور، الذي دعا الحكومة الفرنسية إلى المطالبة بالإفراج الفوري عن صنصال. ورأت أن اتهام الجزائر بمنع حرية التعبير “في الوقت الذي لا يزال فيه الفرنسيون يحتجزون بافيل دوروف، مؤسس تطبيق تليغرام، ما هو إلا تأكيد لهذه المسرحية الشريرة، التي لا يعد فيها صنصال سوى الدمية المناسبة”.
بوعلام صنصال، المولود في منطقة ثنية الأحد بولاية تيسمسيلت في الغرب الجزائري عام 1949، معروف بمواقفه المتماهية مع اليمين الفرنسي المتطرف المعادي للمسلمين والمهاجرين في فرنسا، وأيضًا بمواقفه المعادية للثورة الجزائرية التي شبّه هجومًا مسلحًا وقع في مدينة نيس الفرنسية عام 2016 بالعمليات التي كان يقوم بها مناضلو الثورة ضد الاستعمار الفرنسي. كما أن صنصال مؤيد للكيان الإسرائيلي، حيث زار إسرائيل في مايو 2012 بالتزامن مع الذكرى الرابعة والستين لنكبة فلسطين، ودعا خلال زيارته تلك السلطات الجزائرية للسماح بدخول الكتّاب الإسرائيليين إلى الجزائر.