مستقبل مجهول لـ “تيك توك” في عهد ترامب

في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتشكيل إدارته الجديدة، يبرز انقسام أيديولوجي حول مصير تطبيق “تيك توك”، الذي يستخدمه نحو نصف سكان الولايات المتحدة.

نص خبر ـ متابعة

هذا الانقسام، إلى جانب غموض أولويات الإدارة الجديدة، يثير تساؤلات حول مستقبل التطبيق في البلاد.
تجدر الإشارة إلى أن “تيك توك” يخوض بالفعل معركة قانونية أمام المحكمة الفيدرالية، حيث يسعى لتحدي تشريع وقعه الرئيس السابق جو بايدن في أبريل الماضي، والذي ينص على حظر التطبيق إذا لم يُبع لمالك أميركي قبل تولي ترامب منصبه. يُذكر أن “تيك توك” مملوك لشركة بايت دانس الصينية، مما يزيد من التوترات بشأن أمان البيانات.

تاريخ ترامب مع “تيك توك”

في عام 2020، حاول ترامب فرض حظر شامل على “تيك توك” من خلال أمر تنفيذي، لكن هذا الأمر أُلغي لاحقًا في المحاكم. وفي مارس من هذا العام، وصف ترامب التطبيق بأنه “تهديد للأمن القومي”، لكنه أضاف أن الحظر قد يصب في مصلحة “فيسبوك”، الذي يعتبره “عدو الشعب”.

ومع ذلك، في يونيو الماضي، أنشأ ترامب حسابًا رسميًا على “تيك توك”، حيث حقق أكثر من 14.6 مليون متابع، ليكون بذلك أكبر عدد متابعين لأي شخصية سياسية أميركية على الإطلاق، رغم أنه لم ينشر أي محتوى منذ يوم الانتخابات الرئاسية. وفي سبتمبر، ذكر ترامب في منشور على منصة “تروث” التي يمتلكها أنه قد “ينقذ تيك توك في أميركا” إذا انتُخب مجددًا.

إذا التزم ترامب بهذا الوعد، فقد تكون هذه هي الفرصة الأفضل لتجنب “تيك توك” الحظر. لكن هذا الأمر ليس مؤكدًا، حيث أن معظم اختيارات ترامب للحكومة والإدارة تتبنى مواقف مؤيدة للحظر.

مؤيدو الحظر

يعتبر “مشروع 2025″، وهو مشروع مقترح للانتقال الرئاسي، أن “تيك توك” هو “أداة للتجسس الصيني” يجب حظرها. وعلى الرغم من أن ترامب قد نبذ “مشروع 2025” خلال حملته الانتخابية، إلا أن هناك تقارير تشير إلى أن ثلاثة على الأقل من اختياراته الحكومية ساهموا في صياغة هذا المشروع.

جون راتكليف، الذي اختاره ترامب لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية، هو أحد هؤلاء الذين يعتبرون “تيك توك” تهديدًا للأمن القومي، وقد صرح بأن الولايات المتحدة يجب أن تخرج “تيك توك” من البلاد.

معارضو الحظر

على الجانب الآخر، هناك شخصيات بارزة تعارض الحظر، مثل النائبة الديمقراطية السابقة تولسي جابارد، التي تنتظر تأكيد مجلس الشيوخ لتعيينها في منصب مديرة الاستخبارات الوطنية، ولديها أكثر من مليون متابع على “تيك توك”.

أيضًا، روبرت إف كينيدي جونيور، المرشح لمنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية، والذي لديه أكثر من ثلاثة ملايين متابع، انتقد التشريع الذي قد يؤدي إلى حظر “تيك توك”.

كذلك، يُعارض إيلون ماسك، الملياردير ومالك منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، حظر “تيك توك”، وهو اختيار ترامب لقيادة وزارة الكفاءة الجديدة. ومن بين اختيارات ترامب أيضًا، محمد أوز، الذي لديه 1.1 مليون متابع على “تيك توك” ويستخدم المنصة للترويج للمنتجات الصحية.

تظل آراء ترامب وإدارته حول “تيك توك” متباينة، مما يعكس الانقسام السياسي حول التطبيق ويزيد من الغموض بشأن مستقبله في الولايات المتحدة.

قد يعجبك ايضا