ولي العهد السعودي: ضرورة العمل لوضع خطط مشتركة لاستدامة مصادر المياه

قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، رئيس مجلس الوزراء، إن السعودية قدمت أكثر من 6 مليارات دولار لدعم المياه في أكثر من 60 دولة، مشدداً على ضرورة العمل ووضع الخطط المشتركة لاستدامة مصادر المياه، لافتا إلى أن قمة “المياه الواحدة” تعكس اهتمامنا بقضايا المناخ.

“نص خبر”- الرياض     

وأضاف الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، إن قمة المياه الواحدة تنطلق بالتزامن مع استضافة السعودية أعمال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر “كوب 16” الذي يحد من تدهور الأراضي والجفاف، إذ تعد الأراضي الوعاء الرئيسي للمياه العذبة فيما يواجه العالم تحديات متزايدة في قطاع المياه على غرار ارتفاع معدلات الجفاف الذي يؤدي إلى أزمات متعددة تتمثل في نقص المياه الصالحة للاستخدام، وتفاقم مشكلات التصحر وما يتبع ذلك من تهديد لحياة الإنسان والمجتمعات مما يستوجب العمل المشترك لوضع خطط لضمان مصادر المياه.

ودعا ولي العهد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للقطاع الخاص إلى الانضمام إلى المنظمة العالمية للمياه التي ستؤسسها المملكة لإيجاد حلول شاملة للتحديات المائية، والعمل على وضع خطط مشتركة لاستدامة مصادر المياه وتعزيز التعاون الدولي في مواجهة التحديات المائية، مشيرا إلى أن المملكة تستعد لاستضافة المنتدى العالمي للمياه 2027 بالتعاون مع المجلس العالمي للمياه.

بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون:”ملف المياه مرتبط بقضايا التصحر، ولا يمكن معالجتها بجهود فردية”.

وأضاف ماكرون: “يجب الاستثمار في مجال المياه. استثمار دولار واحد لمواجهة الأوضاع السلبية للمياه يوفر 4 دولارات في النفقات الصحية”.

وانطلقت في الرياض قمة “المياه الواحدة”، التي أعلنت السعودية عنها مسبقاً، بتأسيس منظمة عالمية للمياه، لتطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكل شمولي، وتبادل الخبرات والتجارب والتقنيات، وتعزيز البحث والتطوير والابتكار، وذلك بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعدد من قادة دول العالم.

التصدي لتحديات المياه حول العالم
استضافة السعودية لقمة المياه الواحدة، تأتي تأكيداً لدور السعودية الريادي دولياً في التصدي لتحديات المياه حول العالم والتزامها بقضايا الاستدامة البيئية، وانطلاقاً مما قدمته السعودية على مدار عقود من تجربةٍ عالميةٍ رائدة في إنتاج ونقل وتوزيع المياه وابتكار الحلول التقنية لتحدياتها.

السعودية تعمل على تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للمياه 2030 لضمان مستقبل مائي مستدام وآمن، ومن أجل استدامة وتنمية الموارد المائية والمحافظة على المياه الجوفية للأجيال القادمة، وتوفير إمدادات آمنة وخدمات مائية عالية الجودة والكفاءة، وصولاً إلى ضمان تنافسية قطاع المياه وإسهامه الإيجابي في الاقتصاد الوطني.

في الوقت ذاته، اطلقت السعودية مبادرة لتأسيس المنظمة العالمية للمياه، لتطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات لمعالجة تحديات المياه بشكلٍ شمولي، من خلال تبادل وتعزيز التجارب التقنية والابتكار والبحوث والتطوير، وتمكين إنشاء المشروعات النوعية ذات الأولوية وتيسير تمويلها، سعياً لضمان استدامة موارد المياه وتعزيزاً لفرص وصول الجميع إليها.

مواجهة تحديات المياه العالمية

السعودية حريصة على المشاركة الفاعلة في العديد من المنتديات والمؤتمرات المحلية والدولية، ومنها تنظيم منتدى المياه السعودي في دورته الثالثة لعام 2024م، واستضافتها للدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP 16) لعام 2024م، وتأسيس المنظمة العالمية، وذلك تحقيقاً لرؤية المملكة 2030 وتعزيزاً لدور المملكة في مواجهة تحديات المياه العالمية.
كما حرصت السعودية خلال قيادتها لمجموعة العشرين على وضع أطر عمل وبرامج متقدمة أمام قادة المجموعة لتشجيع سياسات استدامة المياه، حيث أصبح الحوار السنوي لمجموعة دول العشرين حول المياه الذي انطلق من قمة الرياض عام 2020م منصة متقدمة للجهود العالمية، وعُقد أول اجتماع لوزراء المياه في دول المجموعة وشُكلت مجموعة التواصل لوكلاء المياه خلال رئاسة المملكة عام 2020م.
يذكر أن هناك جهود السعودية الدولية لمعالجة تحديات المياه من خلال تقديمها تمويلات لصالح مشروعات المياه والصرف الصحي في دول مختلفة حول العالم، تجاوزت قيمتها الإجمالية 6 مليارات دولار، وشملت مشروعات لتوفير مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي، والري، والتنمية الريفية، والسدود (الزراعية والكهرومائية)، وحفر الآبار.

قد يعجبك ايضا