تعكس الحناء جمال الهوية العربية. منذ العصور القديمة، وهي استخدمت كرمز للتجميل والاحتفال، وظهرت بوضوح في حفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية والدينية، وأيضاً كطريقة للتعبير عن الفرح والأنوثة.
“نص خبر”-الرياض
تم ادراج العادات المرتبطة بنقوش الحناء على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، وتمّ تسجيلها رسمياً ضمن القائمة.
جاء هذا الإنجاز تتويجاً لجهود عالمية تهدف إلى حفظ هذا العنصر التراثي، ففي الثقافة السعودية، تتميز الحناء بتصاميمها التقليدية التي تعكس التراث العربي، حيث تُرسم أنماطاً وأشكالاً فنية مستوحاة من البيئة والثقافة العربية.
تقاليد عريقة وصيحات عصرية
على مدار السنين، احتفظت الحناء بمكانتها الرمزية في التراث السعودي، ولا تزال حتى اليوم عنصراً يجمع بين التقاليد العريقة والصيحات العصرية في آنٍ واحد، ما جعلها رمزاً ثقافياً قوياً يعكس أصالة التراث السعودي.
وأعلنت وزارة الثقافة المصرية، أمس الأربعاء، أن ملف “الحناء: الطقوس، الممارسات الجمالية والاجتماعية” المقدم من 16 دولة عربية جرى اعتماده خلال الدورة التاسعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لحماية التراث غير المادي باليونسكو المنعقدة حاليا في أسونسيون عاصمة باراغواي.
والحناء هي صبغة مستخرجة من النباتات الطبيعية تستخدم في الحياة اليومية والمناسبات المختلفة يرتبط رسمها على الجلد عادة بأشكال وأنماط متعددة بترديد الأهازيج والأغاني الشعبية مع الرقص.
وقالت نهلة إمام، مستشارة وزير الثقافة للتراث غير المادي، إن “الحناء ليست مجرد عنصر جمالي، بل تمثل طقسا اجتماعيا عريقا في المجتمعات العربية”.
وملف الحناء ليس الأول الذي تدرجه مجموعة من الدول العربية مجتمعة بقائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي إذا سبقها ملف “الخط العربي” في 2023 و”نخيل التمر: المعارف والمهارات والتقاليد والممارسات” في 2019 وغيرها من العناصر.
الحناء في سطور
الحناء، هي أحد أقدم النباتات التي عُرفت باستخداماتها المتعددة في مجالات التجميل والعناية الشخصية، بالإضافة إلى مكانتها في التقاليد والثقافات المختلفة حول العالم، لا سيما في المجتمعات العربية. تزرع في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وتحتاج لبيئة حارة، لذا فهي تنمو بكثافة في البيئات الاستوائية لقارة إفريقيا. تتميز بأوراقها الخضراء التي تُجفف وتُطحن للحصول على مسحوق الحناء المستخدم في العديد من الأغراض.
عُرفت الحناء منذ القدم، فقد استعملها الفراعنة في أغراض شتى، إذ صنعوا من مسحوق أوراقها معجوناً، لتخضيب الأيدي، وصبغ الشعر وعلاج الجروح، كما وجد كثير من المومياء الفرعونية مخضبة بالحناء، واتخذوا عطراً من أزهارها. كذلك، تستعمل في دباغة الجلود والصوف ويمتاز صبغها بالنبات.