إنجازات مناخية في 2024…هل تستمر المعركة ضد الاحترار العالمي في 2025؟

بعد شهور من توالي الأخبار المحبطة حول تراجع دول عن التعهدات المناخية، وتقليل شركات للطموحات الخضراء، سيكون من السهل نسيان أن العام 2024 شهد تطورات مذهلة في المعركة ضد الاحترار العالمي.

“نص خبر”- متابعة     

ظهرت ألواح الطاقة الشمسية فجأة في أماكن غير متوقعة، وجربت مدن مشروعات تأقلم خارجة عن المألوف، بل وكسبت نساء مسنات من سويسرا قضية مناخ كبرى في المحكمة الأوروبية. غطت “بلومبرغ غرين” هذه الأحداث وغيرها، وفيما يلي عرض موجز للأنباء السارة خلال 2024.

عام قياسي للطاقة الشمسية وطاقة الرياح
انتشرت قدرة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بمعدل قياسي في جميع أنحاء العالم، كما أن انخفاض أسعار الألواح ساعد الدول في استخدام الطاقة النظيفة، وأظهرت الأسواق الكبرى مثل الصين والهند وألمانيا نمواً مستقراً، بينما شهد الطلب ارتفاعاً كبيراً من الدول التي أبدت سابقاً اهتماماً ضئيلاً بمصدر الطاقة، مثل السعودية وباكستان. وفي الوقت نفسه، تجاوزت القدرة التوليدية من طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الصين الهدف المحدد قبل موعده بنحو 6 سنوات.

ويُتوقع أن تسجل الصين رقماً قياسياً جديداً لتركيبات الطاقة الشمسية هذا العام على الرغم من معاناة القطاع المنتج للمكونات من تراجع الأسعار وهوامش الأرباح.

السيارات الكهربائية
تستعد النرويج لتحقيق هدفها لعام 2025 بوقف مبيعات السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري، وزادت الحوافز والسياسات من المركبات الكهربائية على الطرق بشكل ملحوظ. تمثل السيارات الكهربائية حالياً نحو 25% من المركبات في النرويج، ويتوفر منها ما يقارب 170 طرازاً. وتُعتبر استراتيجية البلاد إطار عمل لدول أخرى تسعى للتحول عن استهلاك الوقود الأحفوري.

وكان سرب الحافلات المدرسية الكهربائية ذو اللون الأصفر البراق في أوكلاهوما، بولاية كاليفورنيا، أول من دخل في خدمة إحدى أكبر المناطق التعليمية في الولايات المتحدة. كما يمكن للبطاريات العملاقة للحافلات توفير الكهرباء لشبكة التوزيع في منطقة خليج سان فرانسيسكو.

وبدأت الحكومة الأسترالية في تمويل قروض منخفضة الفائدة لمساعدة العمال منخفضي الدخل على شراء السيارات الكهربائية، في محاولة لإنعاش المبيعات المنخفضة للمركبات التي تعمل بالبطاريات، ويمكن استخدام إقرار بالدين لشراء سيارة كهربائية جديدة أو مستعملة بسعر يصل إلى 55 ألف دولار أسترالي.

تباطؤ إزالة غابات الأمازون
تعهد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا باتخاذ موقف صارم تجاه إزالة الأشجار في غابات الأمازون عند توليه المنصب في بداية 2023. والنتائج الأولية واعدة، إذ خفضت البلاد إزالة الغابات بنسبة 50%، بحسب البيانات الحكومية. وانخفضت العملية بشكل كبير مرة أخرى هذا العام، بحسب مارينا سيلفا، وزيرة البيئة البرازيلية وأرفع مسؤولة دبلوماسية لشؤون المناخ.


الجيل القديم يدعم معركة المناخ
حصلت مجموعة من النساء كبيرات السن من سويسرا على حكم تاريخي في أبريل، إذ أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان حكماً يفيد بأن “الاتحاد السويسري أخفق في الالتزام بمسؤولياته” الخاصة بتغير المناخ، وانتهك حقوق المدعيات فيما يخص حياتهن الخاصة والعائلية. وفي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، يضطلع عدد متزايد من المتقاعدين بدور رئيسي في الاحتجاج على التوسع في الوقود الأحفوري، ويحثون أبناء جيلهم على التصويت مع أخذ المناخ في الاعتبار.

استخراج المياه من الهواء
أجرت الشركات الناشئة تحسينات جديدة على تكنولوجيا بمقدورها استخراج المياه من الهواء الأشد تلوثاً، ولا تحتاج الهياكل الفلزية العضوية (Metallic Organic Frameworks) إلى الكهرباء، وبمقدورها استخراج المياه باستخدام ضوء الشمس المحيط فقط.

وهناك ثمن لندرة المياه، إذ يمكن أن تتسبب في تقلص الناتج المحلي الإجمالي للدول ذات الدخل المرتفع بنسبة 8% في المتوسط، وبانخفاض يصل إلى 15% في الدول الفقيرة.

مدن تطور مرونتها المناخية
بينما تستمر محاولات العالم في منع تفاقم الاحترار العالمي، تستعد مدن عديدة للتداعيات التي بدأت تظهر. ومن بين المشروعات الجارية استخدام مدينة بيرا في موزمبيق نظام إنذار من الأعاصير، وتحصين مدينة بولدر بولاية كاليفورنيا من حرائق الغابات، فيما تستفيد فرانكفورت من تيار الهواء في المحافظة على التبريد، بل واكتشفت نيروبي طريقة لاستخدام الذباب الذي يتغذى على القمامة في كبح جماح الفيضانات الخطرة.

قد يعجبك ايضا