“نص خبر” – كمال طنوس
The sand castle”” فيلم الأثارة المحاط بالغموض والارباك والكثير من الفزع يعرض على “نتلفيكس” أربعة اشخاص هم أبطال الفيلم الذي يقع برأي تحت خانة أفلام الرعب بما يحتوي من أوهام وتخيلات مفزعة.الأبطال هم نادين لبكي “ياسمين” زياد بكري “نبيل” وولديهما جنى وآدم.من إخراج ماتي براون.
الفيلم يبدأ بخطى خفيفة ومتأزمة وينتهي كما البداية شيء من فراغ يجب ملأه. في المضمون والمتخيل الفيلم يحكي عن التشرد والبؤس الموجود في العالم. هؤلاء الأربع الأشخاص يعيشون على جزيرة مقطوعة لا شيء يقيتهم سوى نبع ماء حلو اكتشف بالصدفة وهم ينتظرون من ينجدهم من خلال جهاز راديو أكثر الأوقات لا يعمل.
لا نعرف كيف وصلت هذه العائلة المدمرة إلى هذه الجزيرة ولا نعرف كيف هذه المنارة التي يختبئون داخلها تضاء بالنور ولا نعرف خلفيتهم ولا أفكارهم. لا يوجد ذاك الحوار والكلام في الفيلم انها مجرد ايحاءات يتم كشفها خلال المشاهدة المريرة والمملة. فهو أقل من أنه يصور كيف يعيش الانسان على جزيرة خالية ومقطوعا من سبل الحياة.
الفيلم منهك لمشاهديه فلا شيء سوى تلك الموسيقى المفزعة والأوهام والأفكار المجازية. متابعة مشاهد لمدة 100 دقيقة تبدو مرهقة للأعصاب ونحن نرفع مئات الأسئلة حول هذا الفيلم وغرضه. فإن كان الهدف منه تصوير البشاعة في الكون فهو أقل من هذا حيث انه لا يبدو فيلماً شعبياً ولا اجتماعياً. انه اكثر فانتازيا ناجحة في مجال التخويف وتصوير أشياء تقع وتندثر وتموت وكأن شيء مفتوح على الغيب بدون منطق وسياق.
الشخصيات الموحلة والوجوه الكالحة والتعبة والخوف يمسح كل ملامحها تقول الكثير لكن لا استفزاز لحوار سوى انتقال الكاميرا من مشهد إلى اخر مرافقاً مع موسيقى تصويرية تشي بثقل كبير وخوف ومستقبل مستتر.
هذا الفيلم الرمزي الذي يصعب متابعته فهو بدل أن يبزغ شيء من الداخل فهو يقتله. خاصة بشخصية جنى الطفلة البريئة التي حُملت أكثر مما يجب في الفيلم .فهي ترسم وتكتب وترى أشياء وتكتشف أخرى دون ان توظف كل هذه المدارك في شيء مثمر خلال الفيلم ويأتي مشهد وهي تدوس وتمشي بين الجثث قاتلاً وبدون اهداف سوى أفكار مجازية علينا تعبئة خاناتها الفارغة.
هذا الفيلم غني بالاستعارات، يمشي ببطء قاتل وغير مفيد. هو اشبه بمن ينقي الحنطة لكن في العادة نحن نحتفظ بالحنطة ونرمي الزوان. هنا المعادلة معكوسة ترمى الحنطة ويبقي على الزوان. فجاء الفيلم محبطاً وكثيف الطعم ممل.