“نص خبر”- كمال طنوس
غلب الأسود مجموعة جورج حبيقة في عرض باريس للأزياء الراقية لربيع وصيف 25. الأسود جلالة ولون الكتمان وانحباس المشاعر. جاء جورج حبيقة وابنه جاد في هذه المجموعة تعبيراً عن الحزن الدفين لفقدان الوالدة والجدة ماري حبيقة الخياطة الأولى في عالم الفن والذوق.
لم يترك حبيقة تفصيل إلا وضمنه في هذه المجموعة الكاتمة. زين الثوب بالفضي والذهبي ووسع ياقته وانسدل ريشاً أو حفر خواصره. كان اللون الداكن هو الصفحة التي سيتلو عليها كل فصول الحياة. فإن كانت الحياة نعمة فالموت حق. ومن منابع الفراق والقسوة والأسى خيط هذه المجموعة التي فيها تآلف الحب والعائلة والذكرى الطيبة.
الهوت كوتور ليس ثوباً لمناسبة انه الفن الذي يعمر سنوات وربما دهور. وهذه المجموعة هي للذكرى وحفرها وتأريخها. هي لقول إن الفراق صعب لكن التواصل لا يموت. هي الحزن والرجاء معاً. الأسود حزين وتقليم الثوب وتخريمه وتزينه هي لغة القوة والرجاء والإيمان.
حضرت الوان من خامة الميتاليك وكانت الورود حاضرة بكثرة مذهبة وملونة الورود بلسم والورد عبرة وقيمة والوردة التي تأتي من القلب لا تذبل. وورد حبيقة نضرة ومشعة ولن يفوت عليها زمن أو دهر لأنها زهور الامومة والمحبة والخلود.
العارضات اتشحن بمناديل سوداء ليكتمل المشهد. الحزن جليل والأسود يحمل كل المشاعر المنطوية في الداخل فأتى مكياج العارضات دمعاً سائلاً بالكحل على الخدود مع تلك اللمسة القديمة في هندسة الثوب فالأمهات والجدات لسن من هذا العصر. فهن الماضي الجميل وحبيقة أتى بأجمل ما يمكن من ذاك الماضي الانيق الطيب ليعمر به المستقبل.
View this post on Instagram