نيكول سابا النمرة الشقراء التي أنقذت “وتقابل حبيب”

“نص خبر”- كمال طنوس 

نيكول سابا أنقذت مسلسل “وتقابل حبيب” مدت له صمامات الأمان وايقظته من سباته وأعطته تلك الجرعة المنعشة ليبقى على خارطة المتعة.

أوكلوا لها أصعب دور واكثره كرهاً. شريرة مستفزة أنانية مقيتة. لكنها جميلة تعطي الدور روحاً من عصب. متعة وهي تتنمر وتشتد كريح وتقصف عن غير حق بكل من حولها. النمرة الشقراء التي برزت انيابها على كل من حولها وتغلبت عليه.

“وتقابل حبيب ” عمل يحكي عن تحكم أصحاب المال بمن حولهم واستعبادهم أنه نسخة أبشع من مفهوم الإقطاع الذي يرى السيد نفسه فوق الناس يستعملهم يهينهم ويغتصب حقهم تحت مسمى السلطة والنفوذ والمال. عمل قد لا يكون له تلك الانعكاسات الكثيرة في الواقع، لكن يوجد مثل هذه النماذج في الحياة.ونيكول سابا هي المرأةالأكثر شراً وتسلطاً من الجميع في العمل.

الشّر الجميل 

نيكول سابا تفوقت في الاداء على كل من حولها بالرغم من شرّها لكنها جميلة. نحتت الدور بعين فنان وجاءت بعفوية قصوى فلا نعد نعرف نيكول من رقية العسكري. اندمجت فيها لحد كأنها ولدت بهذه النمردة والتشوف والافتراء.

لم تسطع ياسمين عبد العزيز البطلة المواجهة لنيكول سابا أن تحمل وتحمي رحيق المسلسل. ففلت من  يديها وسيطر نوع من الملل والرتابة وعندما طلت رقية بشخصية نيكول سابا أججت الرماد واعادت الجمر الملتهب. فسار المسلسل في طريقه نحو التشويق والإثارة.

ليس الدور الذي اعطى نيكول سابا هذا التألق بل هي التي أعطت دورها معنى واعطت المسلسل زفيراً مده بالأوكسجين بعد أن كاد ينطفأ. لا نبالغ عندما نقول هي الشخصية الأكثر حيوية ومعنى وجاذبية في عمل يكاد يلفظ أنفاسه. وتخطت الجميع من ياسمين عبد العزيز وخالد سليم وكريم فهمي  وباتت في الطليعة تُبروِز العمل وتزينه بحضورها الآسر والمر.

الكريزما المنعشة 

برهنت نيكول سابا من خلال دور “رقية” عن كريزما منعشة وحضور ملفت  وطغيان لشر جذاب.  استحضرت كامل الشخصية من امرأة عاشقة إلى ثرية متسلطة إلى ضرة شريرة. لبست كل اكسسواراتها وبدت عفوية مقنعة جميلة بكل ما تقوم به.

لدى نيكول سابا جرأة ساطعة في الأداء فهي قادرة عن التخلي والغطس في ماء الشخصية التي تقدمها وتتلون بها فتصبح أصيلة ومتماهية مع الدور. فعندما تجلس على الكنبة وتضحك وتغار وتشن المكائد تبدو فعلياً كأنها ولدت في هذه الجبلة.

وضعت جمالها جانباً وشرأبت كنمرة 

ليس جمالها وشقارها هو الذي أعطاها هذه الغلبة على ياسمين عبد العزيز الممثلة المشهود لها بالأداء صاحبة الشعر الكستنائي والسحنة الأكثر قتامة من نيكول. لكن الأخيرة بدت متحررة متلفتة شعواء الروح غير مهذبة وتحتاج تشذبياً وفي غوغائها نجحت وفي شرّها انتصرت كصاحبة موهبة تعج بالحياة والحيوية والصدق وقادرة أن ترش كيمياء حضورها على كل ممثل حولها فتحول الحوار إلى متعة.

تخلت نيكول سابا في الكثير من المشاهد عن مساحيق التجميل وبدت على حقيقتها مغسولة الوجه وهذا لم يخفف من سطوعها بل زادها ابهاراً في تقديم الشخصية المستفزة. باختصار نيكول سابا أقفلت كل الخروم التي يمكن أن تتسلل منها القريحة. ونجحت في تقديم دوراً مشهوداً لها كممثلة لبنانية تجيد اللهجة المصرية وتخرج منتصرة.

 

 

قد يعجبك ايضا