“إخواتي”عمل مختلف تلفه الغرابة..نيللي كريم وروبي نجمتا الأداء الصعب

“نص خبر” – كمال طنوس 

تحت شعار الحب ترتكب المعاصي ويتم الظلم. وتبقى العائلة هي السند والحضن أن صحت إدارتها. شيء من هذا خلف مسلسل “إخواتي” الذي يحمل الكثير من المعاني الفلسفية العميقة والغريبة.  عمل متميز طلّ في رمضان 2025. مختلف عن كل الأعمال الأخرى قصة ومغزى ولا يشبه إلا نفسه.

رعب وخرافة 

بدأ العمل بالكثير من مشاهد الغرابة والألفة غير المفهومة. شيء من الرعب والخرافة والفانتازيا  تحيط بالأحداث والمَشاهد. أربع شقيقات يجتمعن على المرارة. لكل واحدة قصة وحياة تلفها الغربة والتحديات والصعاب. لكن في المقابل هناك الحب الذي يجمع بينهن ويخفف من وطأة الشقاء.

أخت مظلومة مع زوج يضربها ويعنفها ويهينها وجدته مقتولاً عل باب الدار. وأخرى عاشقة لزوجها الخبير في علم الأثار. واخت ارملة توفى زوجها نتيجة شرب الخمر وترك لها ولدين تعتني بهما وسط حال مدقع تضطر للعمل كسائقة على التاكسي. وأخرى متزوجة من حفار قبور وحشاش حلمها الأمومة والإنجاب ولم تنجح في تحقيق أمنيتها.

الغرابة هي الكلمة التي تختصر مسلسل “اخواتي”:

غرابة في التصوير والإخراج. اللون الأصفر هو المهيمن على الصورة المنقوعة في الزمن الاغبر لا ضوء ولا نور. بل شيء فيه رمادية وغاطس في الحزن. هذه هي الاجواء التي صورها واخرجها محمد شاكر خضير. وكتبها مهاب طارق.

الغرابة في تدفق الاحداث تشعر أن هناك أسى مبطن بالرغم من الضحك الفاقع. تشعر برائحة الفقر في ماكينة الخياطة وعرق امرأة تشقى خلف مقود التاكسي وفتاة مكسورة من زوج ظالم وغدر قتله. وأخرى تعيش في كنف زوج يدفن البشر صباحاً ويحشش ويقهقه ليلاً.

الغرابة هي “إن الأخوات يقتلن زوج شقيقتهن الصغرى عن غير قصد ويدارين عن فعلتهن بالكثير من الحب والاهتمام وتصوير الخرافة وتحقيق أحلام هذه الأخت المسكينة.

الغرابة في ان يضعوا الجثة على طاولة الطعام التي يأكلون عليها. ثم يحشرونها في براد المطبخ وينامون قربها بكل جفن ناعس. لوهلة تظن أن هذا العمل شبيه بمسلسل رية وسكينة.

الغرابة كيف الفقر يتغلب على القيم الأخلاقية بالرغم من وجودها. فتصبح الأخت سارقة أموال والأخرى تعمل في مصنع مشبوه يهرب الالماس في طيات الفساتين. واخر يسرق التحف الاثرية واحدهم يسرق طفل صغير من ميتم. الحاجة تصبح مبررة لفعل الشر.

الغرابة في كمية الحزن التي تلف العمل في طياته وجوارحه وبنفس الوقت نجد الابطال يضحكون ويمشون بكل اريحية ونشاط. والحبكة معقودة بقوة بين الاحداث. والبطلات الأربع يقدمن أفضل ما لديهن من أداء.

مسلسل خارج التصنيفات الدرامية المعهودة 

العمل مختلف بكل ما فيه. لوهلة يصدق المشاهد أن هذه الغرابة حقيقية. ويتورط المشاهد في العمل المحبوك بقوة وبشخصياته الرمادية المنفرة أكثر الأوقات التي لا تمت إلى الواقع سوى ببعض جوانبها. لاسيما بكمية الحب التي تلف هؤلاء البطلات.

كل ما تقدم العمل إلى الامام كلما ظهرت واقعيته أكثر واتضحت شخصياته. وهذه ميزة وكأن الابطال قادمين من دهليز أسود عميق قلما اقتربوا أضاء النور حولهم. وهذا شأن أخر في الإخراج وفي الحبكة والقصة.

العمل كله قائم على الأداء الناضج بعيداً عن المظهر وهذا ما جعل منه ميزة مختلفة لا تقوم على الابهار بل على الموهبة والتمثيل وتبقى نيللي كريم وروبي وهج ساطع في الأداء بالرغم من كل الرمادية التي تلف جوانب المسلسل.

قد يعجبك ايضا