عش حياتك برضى وقناعة..!!

 

نورة بنت عبدالله بن سالم الرويشد

 

 

 

 

 

 

 

 

27 مارس 2022

عندما يطرح التساؤل،لماذا الجحود والنكران من بعض البشر،وإيهما أشد وأنكى الجحود أم الخذلان؟

في تصوري الشخصي أن الجحود أقسى من الخذلان.

‏أن من أرقى أنواع رفاهيّة الرّوح أن يكون انفرادك بنفسك هو متعتك الحقيقيّة؛فمن لا يأنس بذاته لايأنس بشيء آخر، حتى لايصاب بالخذلان فهو أقسى مرحله من الألم الذي يصل إليه الإنسان بعد مايرى جحود من كان مكرساً حياته له

فقد سمعنا وعشنا ورأينا الكثير من القصص وسمعنا العديد من الحكايات التي تهوى بالإنسان وتكسر روحه.

فهناك الأم التي ضحت براحتها تسهر الليالي وتتعب في سبيل راحه ابنها ليكبر وبعدها لايسأل عنها ولايهتم بها أوقد يرميها بدار العجزه بحجة أن زوجته لاتستطيع الاعتناء بها ولا الاهتمام بعلاجها،وزوجه قضت سنوات شبابها في خدمت زوجها لم تشتك يوماً من قلة اهتمامه بها كونه يدرس ويعمل أوكثرة أعباءها لعدم قدرته على توفير عاملة منزلية تساعدها، وعند انتهاءه من الدراسة، وانخرط في ميدان العمل،   وأصبح بمركز مرموق تزوج  عليها بحجة أنها تعبت وكبرت ولاتستطيع أن تلبي رغباته؛فهو  يريد زوجة صغيرة متعلمة توافق مستواه الفكري ليستطيع أن يتناقش معها ويسافر معها خارج البلاد بعد أن أصبح ميسور الحال وترك من ضحت بشبابها وروحها من أجل خدمته وتربيه أطفاله بمايرضية الله وتهواه نفسه فيكافئها بأن يتركها لوحدها آخر حياتها،  ويخرج ليعيش في بيت جديد وزوجة جديدة ولايسأل عنها، ولاعن احتياجاتها أو طلباتها،

أو يكون بصورة زوج حنون عاش يدلل زوجة متطلبة نكدية لايرضيها شي، ولايعجبها ما يعمل لها ليرضيها تريد أشياء فوق طاقته ومن حبه لها يرمم روحها فلايشعرها بتقصيرها أو عجزها فهذا أقسى درجات الحرمان فهو ينتظر منها ترميم روحه بدل ذلك تقوم بخلعه لعدم قدرته على طلباتها بعد كل الديون التي أرهقت ظهره من أجل إسعادها،أوموظف أفنى وقته وجهده ضاع بين الأوراق والمعاملات والأرقام من أجل أن يرضي مدير ينسب عمله له ولا يعطية حقه وعندما يتحدث معه يتحدث بنرجسية وتعالي بحجه انه يعمل بالانظمه والادله ويرهقه بأعمال روتينيه ومهما عمل لن يرضى عنه فقط لأنه ليس من شلته وخاصته أو أنه لم يوافق هواه ،  هنا يحس الموظف بخذلان يتعب روحه ويرهق حياته وجعل من بيئة عمله جحيماً لايطاق،وغيره الكثير من القصص المتشابهة بل قد تكون أقسى منها فالخذلان يكون أقسى حينما يأتي من شخص أفنى عمره وهو يرمم روح من يحب،وفي أقرب فرصة رماه بسهم ينسف روحه ويجعل أشلاءها تهلك حياته بنرجسية مؤلمة؛فمهما فعلت لن يراه حتى لوتوقد يديك شمعاً له لن يرى النور بجحوده المرير.

من أجل أن لاتعيش خذلان مرير عش حياتك برضى وقناعة بأن ماتعمله يسعدك قبل أن يسعد غيرك،أن تصنع مايبهجك لنفسك لاتنتظر من أحد أن يرد لك ماصنعت بل عملته لأنك تريد ذلك وبطريقة لاتتعب بها نفسك فما لم تستطيع أن تعمله اليوم أصنعه باليوم الذي يليه بتوفيق من الله ومعيته، سامح وأنسى الإساءة من أجلك حتى   لاتؤذي نفسك في خدمه أناس لن يهمهم ماصنعته مهما كان وأن لاترفع من قدرهم فوق مايستحقون، تعلم أن تقول لا إذا لم تستطع وأن لاترهق نفسك بأعمال فوق طاقتك من أجل غيرك أعمل على قدر طاقتك،ورمم روحك كل حين بالنسيان والبعد عن الأشخاص المتعبين قدر الإمكان وأعمل بالقدر الذي لايؤذي روحك أو يتعبك،توكل على الله وعش حياتك بابتسامة رضى تسعد روحك وتحيي نفسك، وأن تعطي كل شخص حقه الذي يستحقه فقط وتبتعد عن الناس الجاحدة لأن جحودها سيؤذيك ويتعبك،اللهم أبعد عناوعنكم مايؤذي ويسخر للجميع أطيب خلقه ودمتم بخير.

قد يعجبك ايضا