بيروت_ نص خبر
برشاقة الموهبة وعنفوان الروح، عادت كارول سماحة إلى المسرح لا كنجمة فقط، بل كقوة فنية لا تعرف الانكسار. فبعد فترة صعبة على الصعيد الشخصي، فاجأت جمهورها العربي بعمل مسرحي غنائي يحمل عنوان “كله مسموح”، أثبتت من خلاله أن الألم لا يُقيد الفنان، بل قد يصبح مصدر إشعاع جديد.
سيدة المسرح العائدة من الحزن
في زمن الصمت، اختارت كارول أن ترد بالفن. فعقب وفاة زوجها رجل الأعمال المصري وليد مصطفى، والتي تركت جرحًا عميقًا في قلبها، لم تختفِ كارول بل صمتت لتعود بصوت أعلى… صوت المسرح. ومن رحم ذلك الحزن، وُلد “مش مسموح”، المسرحية الغنائية الاجتماعية التي مزجت بين الموسيقى والدراما، بين الوجع والكوميديا، بين الحنين والقوة.
“مش مسموح”: عودة إلى الجذور… بجرأة أكبر
انطلقت المسرحية في بيروت، وهي مسرحية موسيقية لبنانية على طراز برودواي، مليئة بالموسيقى والرقص ولحظات الضحك”، بحسب الملخص الرسمي للعمل المسرحي، وهي نسخة معرّبة عن المسرحية الغنائية العالمية “Anything Goes”، من كتابة وإخراج روي خوري، وستقدم في 5 عروض، بين 12 إلى 17 مايو/ أيّار الجاري.
في “كله مسموح”، لم تكن كارول ممثلة تؤدي دورًا، بل كانت امرأة تنطق بالحقيقة. تجسّد الدور بشخصية جريئة، حرة، تمرّ بظروف قاسية تشبه إلى حد بعيد ما عاشته شخصيًا، وكأنها أفرغت وجعها الشخصي على الخشبة، لا لتشتكي، بل لتُلهم.
أداء يخترق القلب
أبهرت كارول الجمهور بتمكنها من الغناء والتمثيل والرقص ضمن قالب درامي متكامل. كل لحظة على الخشبة كانت تشي بقوة كامنة في داخلها، تشعّ عبر صوتها وأدائها وتفاصيل وجهها. الأغاني التي تخللت العرض.
تصفيق لا يُشترى
تلقّى الجمهور العمل بحفاوة كبيرة، وصفّق لكارول وقوفًا، ليس فقط لأدائها المسرحي العالي، بل لقوة حضورها، لصدقها، ولقدرتها على تحويل لحظة انكسار إلى لحظة نهوض… بكل كبرياء.
تحية لفنانة استثنائية
ليست هذه المرة الأولى التي تثبت فيها كارول سماحة أنها ليست مجرد مغنية، بل فنانة كاملة، تحمل رسالة، وتضع الفن في خندق الشجاعة. لكن هذه المرة، كان في عودتها شيء مختلف: طاقة امرأة رفضت أن تنكسر، فاختارت أن تنهض وسط المسرح، تنطق، تغني، وتضيء الظلمة.
“كله مسموح” لم يكن فقط عنوانًا لمسرحية، بل شعارًا لحياة… حياة امرأة أرادت أن تقول: “الألم ليس النهاية، بل بداية جديدة، على طريقتي.”