نص خبر ـ متابعة
تواصل هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في السعودية ترسيخ مكانتها كأحد أبرز رواد الاستدامة، من خلال مبادرات مبتكرة ومشروعات نوعية تجمع بين التقنية الحديثة وحماية البيئة، وتدعم مسار التحول الوطني الذي رسمته رؤية السعودية 2030.
خارطة الطريق الاستراتيجية
وضعت الهيئة خارطة طريق استراتيجية تحمل اسم “C.I.R.C.L.E.S”، وهي إطار شامل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ17 للأمم المتحدة، يشمل رفع كفاءة استهلاك الطاقة، وتعزيز الابتكار، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، ودعم البحث والتطوير في التقنيات الناشئة، وتوسيع فرص العمل، وتقليص الفجوة الرقمية عبر نشر خدمات الاتصالات والتقنية في جميع المناطق.
التحديات البيئية والتقنية
تدرك الهيئة أن العالم يواجه اليوم تحديات بيئية وتقنية متسارعة. فقد كان عام 2024 الأشد حرارة على الإطلاق، بارتفاع بلغ 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، ما يضاعف من آثار التغير المناخي. كما أن فقدان التنوع البيولوجي يهدد أكثر من 50% من الإنتاج المحلي للموارد الغذائية عالميًا.
أما في الجانب التقني، فقد شهد عام 2022 توليد 62 مليار كيلوغرام من النفايات الإلكترونية عالميًا، مع توقع ارتفاعها إلى 78 مليار كيلوغرام بحلول 2030، في حين لم تتجاوز نسبة إعادة التدوير 22.3%.
إمكانات هائلة للتغيير الإيجابي
رغم هذه التحديات، تؤكد الهيئة أن التقنية تملك إمكانات هائلة للتغيير الإيجابي. فبحلول 2050، يمكن للتقنيات الرقمية أن تسهم في خفض الانبعاثات الكربونية عالميًا بنسبة 20%.
تحولت هذه الرؤية إلى إنجازات ملموسة عبر مشاريع مبتكرة، منها نظام مراقبة خلايا النحل بالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، الذي يقيس درجة الحرارة والرطوبة، ويمنع السرقات، ويقلل خسائر الإنتاج.
المشاركة الدولية والجوائز
عززت الهيئة حضور المملكة على الساحة الدولية من خلال المشاركة في منتدى المعلومات العالمي (WSIS)، والانضمام إلى الاتفاقية الرقمية العالمية (GDC) التي أقرتها 193 دولة.
حصدت 3 شركات سعودية في قطاع الاتصالات والتقنية مراكز متقدمة عالميًا في مؤشر MSCI ESG للاستدامة، بينما وصل أثر برنامج “خير” للمسؤولية الاجتماعية إلى أكثر من 200 ألف مستفيد.
دور البيانات الفضائية
تلعب البيانات الفضائية دورًا محوريًا في مواجهة التغير المناخي، إذ إن 50% من المتغيرات المناخية لا يمكن قياسها إلا من الفضاء. وتُظهر الأبحاث أن بيانات الأقمار الصناعية يمكن أن تقلل زمن الاستجابة للكوارث بنسبة تصل إلى 60%.
خاتمة
بهذه الجهود، تبرهن هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية أن الاستدامة ليست خيارًا تكميليًا، بل استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى بناء قطاع رقمي وفضائي قادر على مواجهة التحديات العالمية.