فرضت محافظة تنومة، الواقعة شمال منطقة عسير، وتبعد 150 كيلومتراً من مدينة أبها “جنوب السعودية”، حضوراً لها، ضمن أبرز وجهات السياحية الجيولوجية في المملكة، لما تتميز به من تنوع طبيعي فريد، وتكوينات صخرية لافتة.

المشرف على مركز الدراسات الزلزالية بجامعة الملك سعود ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم الأرض الدكتور عبد الله العمري، يضع ذلك ضمن غنى عسير بالمجمل، بالمواقع الجيولوجية، وجبال تنومة ضمنها، التي تمثل مخزوناً طبيعياً زاخراً، كونها جزءاً من سلسلة جبال السروات، على حد وصفه.
كنوز جيوسياحية
وتعول السعودية على مثل هذه المناطق، التي تتفرد دون غيرها بامتلاك كنوز “جيوسياحية”، و أدرجتها كأحد الأهداف الرئيسية لخطة تنويع روافد الاقتصاد الوطني، وفقًا لرؤية المملكة 2030، بصفتها عناصر جذب للسياح والمستكشفين والمهتمين بعلوم الأرض.

مرتفعات جبلية متفردة
ويؤكد الدكتور العمري أن الإقليم الجغرافي لتنومة يمتد من الشمال إلى الجنوب بعرض يقارب 25 كيلومتراً، ومن الشرق إلى الغرب، بطول يناهز 80 كيلومترًا، ويضم مرتفعات جبلية شرقية تشمل جبال، “منعا، وعكران، والجرداء، والفرش، إلى جانب جبل لنبش وجبل غلامه شمال الإقليم”، فيما تضم المرتفعات الغربية جبالًا متناثرة مثل، “عطان، والمنامة، وعبد الله، وجلالة، والفطام، والقضية، والطائفة، والحمام، وجبال آل سودة، ومومة”.

قصص أبناء المنطقة منذ مئات السنين
ومن أبرز المعالم الجيولوجية في تنومة “جبال ضد”، وهي سلسلة جبلية شاهقة ووعرة تمتاز بتضاريسها القاسية، حيث لا يُجيد التنقل خلالها إلا من اعتادها من أبناء المنطقة منذ مئات السنين، وتعرف قمة هذه السلسلة باسم جبل “طلا”، وتحفها قرى عدة مثل، “عتمة، وترتع، وآلية سيارة، وزقاق، والبطن”.
عكران والتكوين الصخري الفريد
ويتميّز جبل عكران بتكوينه الصخري الفريد، إذ يحتوي على كتلة ضخمة من الصخور ذات الارتفاع الشاهق، إضافة إلى كهف كبير يطل على الجهة الغربية من الجبل، ما يجعله أحد أبرز معالم الجذب السياحي والتراثي في تنومة.

شلالات مياه عذبة
وتتدفق من قمة “جبل عكران”، شلالات مياه عذبة في موسم الأمطار الصيفية، ما يخلق مشهدًا طبيعيًا يأسر الزوار الذين يتوافدون لمشاهدته وتوثيقه، خاصة مع تحوّل المكان إلى لوحة خضراء مبهرة.

معادن نفيسة وطريق الحاج اليمني
وتحتضن جبال تنومة، كغيرها من جبال السروات، العديد من الكنوز الطبيعية المرتبطة بالمعادن النفيسة، إلى جانب احتفاظها بتاريخ تجاري تراثي عريق، لوقوعها على ما كان يُعرف قديمًا بـ”طريق الحاج اليمني”، ما جعلها محطة للتبادل التجاري مع الحجاج، خاصة في المؤن والسلع الأساسية.